May 31, 2011

الى السيد مصطفى عبد الجليل...صبرنا ولكن للصبر حدود

يا سيد مصطفى عبد الجليل، بصفتك رئيس المجلس الوطني الإنتقالي كممثل شرعي لكل الليبيين، اذاً يجب ان تكون قرارات هذا المجلس المصيريه منصفه وعادله لهم وتحتكم الى رغباتهم ومطالبهم وحقوقهم الشرعيه من ضمنها القصاص من اعتى طاغيه عرفته البشريه لما ارتكبه من اجرام وظلم وانتهاكات في حقهم وهذا شيئ بديهي لا يحتاج لإستفتاء.

ومن هذا المنطلق لا يحق للمجلس الوطني ممثلا في رئيسه او اي عضو من اعضائه ان يعلنوا باسم الليبيين الآتي:
"إن المجلس بإمكانه التعهد بعدم ملاحقة أي جهة ليبية مستقبلا للقذافي، إذا ما قرر الخروج مع أسرته وكبار مساعديه للإقامة في إحدى الدول الأفريقية التي لم توقع بعد على اتفاقية المحكمة الجنائية الدولية"

عجباً...كيف بالله عليك يا سيد عبد الجليل تتعهد بعدم ملاحقته قضائياَ وبأن لا تقوم اي جهه بملاحقتة في المستقبل اذا رحل هو وعائلته الى منفى آمن...وبأي حق تعطي الوعود بإسم الشعب بدون الرجوع اليه وكأنك ترأس حكومه شرعيه وليس مجلس انتقالي محدود الصلاحيات. هل اخذت رأي ملايين الليبيين الذين تضرروا من القذافي لكي تتعهد بإسمهم انهم سوف لن يلاحقونه قضائياً!! وكيف تضمن ان الحكومه القادمه سواء الإنتقاليه منها او المنتخبه سوف لن تلاحق القذافي قضائياً؟

هل تعي يا سيد عبد الجليل فظاعة مثل هذه القرارات على امن وامان ليبيا والليبيين ان بقى هذا الطاغيه حراً طليقاً هو وكل افراد عائلته بما فيهم ابناؤه المجرمين واعوانه الخائنين؟ ماالذي سيمنعه، وهو آمن في منفاه، من تتنفيذ خططه الإنتقاميه واعطاء الأوامر لأعوانه ولجانه الثوريه والآلاف من مرتزقته الأفارقه (الذين استوطنوا ربوع ليبيا منذ سبعينات القرن الماضي بعد ان منحهم القذافي الجنسيه الليبيه مقابل الولاء له وحمايته) بالإستمرار في تدمير البلاد وقتل وارهاب العباد واحلال الفوضى!...(صدق المثل القائل أقطع الرأس ييبسوا العروق).

للأسف وزيادة في تجاهل أصوات الغالبيه العظمى من شباب الثوره والضحايا وبقية الشعب الليبي الذي اكتوى بنار القذافي، ها انت يا سيد عبد الجليل تصرح امام العالم على قناة الـ سي ان ان، بأنك تفضل ان يحاكم القذافي خارج ليبيا امام المحكمه الدوليه لأن الشعب الليبي كله تضرر من القذافي...وكأنك تقول انه في حالة محاكمته بالداخل فسوف لن تكون محاكمه نزيهه وعادله!!..اعتقد ان مثل هذه التصريحات غير مقبوله وغير مستساغه من رجل مسؤول وقانوني مثلك.

انت تعرف جيداً  يا سيد عبد الجليل انه اذا حوكم القذافي بالخارج سوف لن يطاله حكم الإعدام وهو حق مشروع للشعب الليبي بكل ما تعنيه الكلمه وتعلم ايضاً انه لن يحاكم على جرائمه الأخرى التي ارتكبها على مدى اكثر من اربعة عقود وكل هذا يتنافى مع ما صرحت به سابقاً؟ كيف ستواجه اهالي ضحايا بوسليم الذين كانت احد مطالبهم محاكمة الجناة! فهل في هذا عدل؟.

انت تقول "نحن نفضل" ان يحاكم القذافي بالخارج؟!، فهل استشرت الثوار المرابطين بالجبهات وهم مستعدون للتضحيه بارواحهم في سبيل خلاص هذا الوطن من الطاغيه واعوانه، هل استشرت اهالي الشهداء المفجوعين، هل استشرت الجرحى والمعاقين الذين دمر القذافي مستقبلهم، هل استشرت نساؤنا وبناتنا العفيفات الطاهرات اللاتي اغتصبن بأوامر من هذا الطاغيه، هل استشرتنا نحن عامة الشعب الذي ينتظر ان يحاكمه داخل ليبيا لنطبق فيه حقنا المشروع في القصاص فهل لك ان تجيبنا؟

ثم تعطي الوعود والضمانات بأن من ينشق عن الطاغيه الأن (بعد قرابة 4 اشهر من القتل والخطف والإعتقال والتدمير) من الضباط والجنود وكل من حول القذافي حتى من كان لهم دور في قمع وسفك دماء الليبيين سوف تعفو عنهم بدون استثناء ولن يحاسبوا عما اقترفوه فهل يعقل هذا؟

باستثناء اولئك الشرفاء الذين رفضوا مساندة الطاغيه وتنفيذ اوامره بقتل ابناء شعبهم ولم تتلوث ايديهم بدماء الأبرياء، لا حجه لمن انصاعوا لأوامره وساندوه منذ بداية الثوره وعلى مدى قرابة 4 شهور! اذا كان لهؤلاء ضمائر حيه وقلوب طيبه ويخافون الله لما تمادوا في تطبيق اوامر قائدهم القذافي ودفعوا بجنودهم لقتل اخوتهم الليبيين فارتكبوا المجازر البشعه في حق الأبرياء لا فرق عندهم بين الثوار والمدنيين من الأطفال والنساء والشيوخ بل والأفظع من ذلك انهم يغتصبون ويأمرون جنودهم بما فيهم من دخلاء افارقه واجانب باغتصاب نساءنا واطفالنا بكل وحشيه...وحين نفذت مؤنهم وايقنوا ان القذافي على وشك السقوط فروا بجلودهم وزعموا بانهم ضد ما يقوم به القذافي من جرائم بحق الشعب الليبي وعلى استعداد للإنضمام للثوار؟

عجبي من صحوة الضمير هذه التي فجأه شعر بها كل هؤلاء المنشقين عندما توالت عليهم الضربات من فوق ومن تحت وتكبدوا الخسائر وضاقت بهم الأرض بما رحبت!...هؤلاء لم ينشقوا منذ البدايه وانه لمن السذاجه والخطوره الثقه بهم والعفو عنهم واحتضانهم وكأنهم ابطال وضمهم للثوار تلقائياً بدون تحري ماضيهم وحاضرهم. نحن نعلم ان هذا يستغرق وقت وان الدبلوماسيه مطلوبه لكي نستفيد مما يحملونه من اسرار وادله تدين القذافي ولكن هذا لا يمنع من توخي الحذر وبالتالي فانه لمن الضروري بل من الواجب التحفظ عليهم من اجل حماية الثوره وسلامة البلاد، ثم تقديمهم فيما بعد، عندما تتحرر ليبيا بإذن الله، للعداله وفتح ملفاتهم منذ بداية ثورة 17 فبراير وطوال فترة خدمتهم للطاغيه ومحاسبه المتورطين منهم والإعفاء عن الشرفاء منهم الذين امتنعوا عن الغدر بشعبهم ورفضوا الإنصياع لأوامره.

لا نريد لثورة شعبنا المجيده ان تتلوث بزبانية القذافي المنافقين الذين شاركوه في الإجرام...نريد ان يأخذ كل ذي حق حقه...ونريد حماية وضمان سلامة بلادنا من اناس لا دين لهم ولا مله عبدوا الطاغوت وقتلوا شعبهم ونكلوا بهم واغتصبوا النساء وعاتوا في الأرض فساداً...من يملك هكذا شخصيه مضطربه وساديه متوحشه لا تخاف الله فهل سيتورع عن ممارسة هذه السلوكيات والجرائم في المستقبل ان ترك حراً طليقاً بدون محاسبه وبدون تأهيل للإندماج في المجتمع؟ المطلوب منكم التريث والحذر.

ايضاً يا سيد عبد الجليل في اخر تصريحاتك اشترطت رحيل القذافي وعائلته واعوانه قبل الدخول في مفاوضات؟؟ فهل لك ان توضح لنا مع من ستكون هذه المفاوضات؟ هل تعني بقايا ازلام حكومته من المفسدين والسارقين لقوت واموال الشعب امثال البغدادي والمجرم الخويلدي الحميدي وعبد العاطي العبيدي وشكري غانم والخروبي وابوبكر يونس جابر ومعتوق ودورده والزوي والقائمه تطول!! اذا كان هذا صحيحاً فدعنا نقول على ثورتنا السلام وسوف نحملكم مسؤولية وأدها في مهدها ...وحسبنا الله ونعم الوكيل.

للأسف يا سيد عبد الجليل اقول لك بصراحه انت منحاز وليّن في تعاملك مع القذافي واعوانه وكأنك تريد حمايته من حبل المشنقه وبعض قراراتك الإرتجاليه لا تمثل رغبات الشعب بل بالعكس تزيد من احتقانه ومصادرة حقوقه... تذكر بأن الشعب فوق الجميع وانك تمثل مجلس انتقالي ولست رئيس حكومه فلا يحق لك ان تتخذ هكذا قرارات مصيريه بدون الرجوع للشعب الذي لازال يضحي بالغالي والنفيس من اجل الحريه والديمقراطيه...اسأل اهالي ضحايا هذه الثوره في المدن المحرره...اسأل اهالي ضحايا مجزرة سجن بوسليم...اسأل السجناء الذين انتشلوا من سجونهم تحت الأرض ...اسألهم جميعاً بالله عليك كيف يريدون القصاص من القذافي...اعمل ولو استفتاء بسيط لتعرف ماذا يريد الشعب قبل ان تتحدث بإسمهم بدون الرجوع اليهم لأن كل هذه المفارقات والتصريحات المتناقضه والتجاوزات تشعرنا بالقلق وعدم الإطمئنان لما هو آتٍ وبالتالي من حقنا ان ننبهكم ونقرع اجراس الخطر قبل فوات الأوان! فهل لكم ان تطبقوا الديمقراطيه التي تتغنون بها وننشدها نحن من الآن؟. 

ختاماً، نثمن مجهوداتكم يا سيد مصطفى عبد الجليل وجهود وتضحيات تلك النخبه والسواعد الوطنية المخلصة في المجلس الوطني التي تحدت الصعاب وساهمت ومازالت تساهم في انجاح هذه الثوره المباركه... ونشكر بكل فخر واعتزاز ثوارنا البواسل ونبارك جهودهم وصمودهم  ونشد على ايديكم جميعاً لبدل المزيد في سبيل الوطن...وارجوا من السيد عبد الجليل وبقية اعضاء المجلس ان يتقبلوا نصائحنا وانتقاداتنا بصدور رحبه واخذها بعين الإعتبار.

اقول قولي هذا والله من وراء القصد وأستغفر الله لي ولكم وادعوه ان يوفقنا الى ما فيه خير وطننا وسلامته وصلاحه.

عبدو الليبي
31.05.2011

No comments: