June 28, 2013

في الذكرى السابعه عشر لمذبحة سجن بوسليم

كي لا ننسى ضحايا جرائم القذافي
في مثل هذا اليوم (June 28-29) من سنة 1996 ارتكب الطاغيه القذافي جريمه من ابشع جرائم العصر راح ضحيتها 1270 سجين بدم بارد لا لشيء الا لأنهم طالبوا بتحسين ظروفهم المعيشيه المزريه والسماح لأهلهم بزيارتهم وهذه ابسط حقوقهم الشرعيه. 




الفيديو الوثائقي التالي يروي جزء بسيط من معاناة اهالي الضحايا انتجته في 2010 بإلهام من وقفاتهم الشجاعه اسبوعياً في مدينة بنغازي شرارة الثوره على سفاح ليبيا.

A Mother's Plea For Justice: A tale of a forgotten heinous crime from Abdo Ellibie on Vimeo.

فيديو جرائم القذافي ضد الإنسانيه ... مجزرة سجن بوسليم



السيده حميدة جويلي والدة الشهداء بإذن الله صالح وعيسى جعودة تتحدث عن مقتل ابناءها

 السيده وداد الشكري أم الشهداء بإذن الله رشيد وجمال فرج بازامة






هل لنا ان نتصور فجيعة عائلة التائب من مصراته التي فقدت 6 من ابنائها شهداء بإذن الله في مجزرة سجن بوسليم...فقد تم اعتقالهم في سنة 1995 وسجنو في سجن بوسليم وتم تصفيتهم مع 1270 سجين اخر في ذلك اليوم المشؤوم من عام 1996 وهم سليمان وعمره 16 عام وهو أصغرهم وغير متزوج، وإسماعيل عمره 21 عام متزوج وليس له أبناء وإبراهيم عمره 26 عام وله طفل ومصطفى عمره 28 عام وعثمان عمره 32 عام وله ثلاثة أطفال.

راجع المزيد في الرابط التالي:  عندما يعظم المصاب (شهداء آل التايب مثالا)

ثلاثه اشقاء من عائله الفرجاني هم الشهداء بإذن الله خالد والسّنوُسي وصَالح مفتاح هاميل الفرجاني



وهذه القصه المأساويه لعائلة الشراني التي فقدت ثلاثه شهداء بإذن الله من ابناءها ترويها والدتهم السيده سالمه بوحبوطه وتقول:
"إبني الاكبر صالح الشراني اعتقل في سبتمبر من عام 1988 حينما كان في طريقه للبيت عائدا من اداء العمرة...كان وقتها عمره 18 عام...بعدها بسنة واحدة تم اعتقال أخويه عبدالسلام عمره 16 عام وعاشور عمره 17 عام...آخر مرة رأيت فيها ابنائي كانت في عام 1990 ...عندما زرت السجن في الشهر الذي يليه قال لي الضابط المسؤول: اذهبي بعيداً، سوف لن تري هذه الكلاب الضالة مرة أخرى".
راجع تقرير: محمد عبد الحميد:  "القذافي أمر بتصفية أبنائي الثلاثة"  RNW

نتمنى ان تنكشف خبايا هذه الجريمه البشعه وينال كل من شارك فيها القصاص العادل لتهدأ النفوس ... نسأل الله ان يرحم جميع ممن قضوا في هذه المجزره وغيرها من المجازر والحروب والذين نحتسبهم عند الله شهداء بإذنه وان يتولى اهاليهم برعايته....وحسبنا الله ونعم الوكيل.

اعداد وتحرير / عبدو الليبي

ملاحظه:
الفيديو الوثائقي كنت قد نشرته في عام 2010 بعنوان: 
من مآسي واحزان اهالي ضحايا مجزرة سجن بوسليم

راجع ايضاً تقارير اخرى في الروابط التاليه:

June 23, 2013

طبيب ليبي من المملكه المتحده، عاد ضمن بعثة إغاثه دوليه إلى ليبيا اثناء حرب التحرير لمساعدة أبناء وطنه من الجرحى

ترجمة واعداد وتحرير / عبدو الليبي
عاد طبيب التخدير الليبي الدكتور خالد حنيش (40 عاماً)، الذي يعمل بمستشفى Abertawe Bro Morgannwg University Health Board  بمدينة Swansea بمقاطعة ويلز بالمملكة المتحدة، من مهمة إغاثه شاقة إلى وطنه لمساعدة الجرحى من المدنيين الذين اصيبوا في الصراع الليبي اثناء حرب التحرير.

الدكتور حنيش، الذي عمل في غرف العمليات لمدة 12 عاماً، قال انه عندما أصبح على بينة بمدى حدة وخطورة الصراع في وطنه، شعر بانه يجب عليه أن يذهب لتقديم مساعدته...فسافر عن طريق الجو والبحر الى مالطا من المملكة المتحدة، واستغرق مدة أكثر من يومين ونصف على متن قارب إمدادات للوصول إلى ليبيا، ثم الى مدينة مصراتة المنكوبة كما يظهر بالصوره المرفقه.. وهناك وجد المستشفى الرئيسي بمصراتة مغلق، وكان قد تم افتتاح مستشفى خاص صغير مجاناً من قبل مالكيه لمعالجة المصابين".
ويقول د. حنيش، ان هذا المستشفي الصغير لم يكن حقاً مجهزاً لعلاج ضحايا الانفجارات وبه ثلاثة غرف رئيسية للعمليات واثنين من الغرف الصغيرة للعمليات بسعه اقصاها 50-60 سرير...وبالمستشفى اثنين فقط من الأطباء المستشارين وصغار العاملين بالطقم الطبي يعملون على مدار الساعة ومقسمين إلى ثلاث فرق، الكل يعمل 24 ساعة في قسم الإصابات، 24 ساعة في غرف العمليات و 24 ساعة في العنابر ...المستشفى بحاجة ماسة جداً للمزيد من المساعدات، خصوصاً جراحين لجراحة الأوعية الدموية وجراحة الوجه والفكين".

في كل يوم كان يشارك في ثلاث أو أربع عمليات منفصلة، ​​بعضها كان يستغرق مدة تصل إلى 6 ساعات...كانت الإصابات التي شاهدها مروعة، بما في ذلك الجروح الناتجه عن الشظايا التي مزقت اجسام الضحايا وبتر الأطراف وإصابات رهيبه في الوجه والبطن. وقال د. حنيش، الذي لديه إخوة وعائلة كبيرة ومتشعبه في ليبيا: كان أصغر ضحايا الإنفجارات التي ساعدتها...طفل يبلغ من العمر 18 شهر فقط، وأكبرها سيدة عمرها حوالي 80 عام.

وقد أمضى ثمانية أيام عمل فيها من الصباح الباكر وحتى وقت متأخر من الليل محاولاً إنقاذ حياة الجرحى الذين كانوا يعانون من إصابات مروعه من جراء الانفجارات...كما انه أثناء اجراء العمليات الجراحية في مصراتة المحاصرة...كان يعمل على وقع أصوات قذائف الهاون والإنفجارات التي يمكن سماعها بوضوح من خلفية المستشفى، ولكن الدكتور حنيش قال أنه لم يكن خائفاً من تعرضه للقتل ...واضاف: "ممكن أن تموت في أي وقت، في حادث أو في نومك... وبالتالي لم أكن خائفاً من الموت...أعظم خوفي كان ان يتم القبض عليّ من قبل جنود قوات القذافي" ثم  أوضح قائلاً: "ونتيجة لكوني طبيب ليبي المولد بدلاً من طبيب بريطاني المولد، كنت سأتعرض للقبض وربما للتعذيب وبالتالي احتمال ان يتم القبض عليّ كان هذا حقاً سبب قلقي الوحيد". 

واضاف "اشعر بالحزن الشديد حول ما يحدث في ليبيا لأن هناك الكثير ممن يُقتلون ويُجرحون، ولكن أنا أيضاً سعيد عندما افكر في المستقبل وامكانية تغيير النظام (نظام الطاغيه القذافي) وقيام نظام سياسي حديث...هذه المدينة (مصراتهمتحده جداً، واهلها مصرين على الدفاع عن أنفسهم".

د. حنيش، الذي سافر إلى ليبيا تحت مظلة بعثة اغاثه من الهيئة الطبية الدولية (International Medical Corps)، عاد إلى المملكة المتحدة في ابريل 2011، ولكن لم تكن رحلة العوده مباشرة... فقد كانت السفينة الليبية الصغيرة التي كان من المقرر أن تأخذه إلى بنغازي، قد تعرضت لإطلاق النار فانسحبت، لأن طاقمها الكوري رفض الذهاب الى مصراته مرة أخرى فكان من الضروري ايجاد قارب مالطي أصغر كبدليل...غادر مصراتة على متن سفينة أخرى إلى بنغازي ثم عن طريق البر إلى القاهرة قبل العودة إلى المملكة المتحدة.

وقال "كنت في غرفة العمليات حتى نصف ساعة قبل ان اضطر الى العودة، وكان هناك الكثير من الجرحى المصابين...واختتم قائلاً: "أنا أعلم أنه كان مكان خطير جداً الذهاب اليه، ولكن أنا سعيد اني ذهبت، لأنني شعرت انه كان عليّ أن افعل شيئاً، وكنت قادر على تقديم بعض المساعدة".

هذه ليست المره الوحيده التي رجع فيها د. حنيش الى ليبيا اثناء الحرب...ويقول: "عدت إلى ليبيا مرتين اخرتين بعد رحلتي السابقة إلى مصراته في ابريل 2011...ذهبت إلى مدينة الزنتان في شهر يوليو لمدة أسبوع وذهبت مرة أخرى إلى مدينة جادو في الشهر الماضي (اغسطس 2011) لمدة أسبوعين... وكنت في جادو عندما تم تحرير طرابلس في 20 أغسطس. "وصلنا إلى ليبيا يوم الأحد 14 أغسطس، وبقينا تلك الليله في مستشفى نالوت (بالقرب من الحدود الليبية التونسية). كان مستشفى كبير جداً، ولكن معظم طاقمه من غير الليبيين كانوا قد فروا من البلاد بسبب الحرب".

"يوم الاثنين، 15 أغسطس بدأ الثوار التقدم نحو قوات القذافي من منطقة تحت الجبل، تسمى تيجي وبدر...في ذلك اليوم كان لدينا عدد كبير من الضحايا، كان اخطرها اصابات ناتجه عن طلقات نارية في الرأس والتي اضطررت الى نقلها إلى مستشفى آخر لجراحة المخ والأعصاب واصابه اخرى بعيار ناري في الوجه، وكان علينا أن نضع المصاب تحت التنفس الإصطناعي ونقله إلى تونس...كان هناك اثنين من أطباء التخدير الكوريين وواحد من الأطباء الليبيين الجدد في هذا المستشفى، وبالتالي، قررت أن أذهب إلى مدينة جادو لأنه كان هناك طبيب تخدير واحد فقط...وفي الوقت نفسه، أصبح مستشفى نالوت هادئ لان القتال كان يحدث بعيدا عن مدينة نالوت والثوار كانوا في طريقهم نحو طرابلس".

"وصلت إلى مستشفى جادو يوم الثلاثاء 16 أغسطس، وبقيت هناك  حتى 27 أغسطس. وكان المستشفى صغير جداً، بسعة 60 سريراً، ومصمم للإستيعاب عمليه واحده او اثنين فقط في الأسبوع. ولكن بسبب القتال والزيادة في عدد سكان المدينة (الى الضعف تقريباً بسبب فرارالناس من طرابلس خلال الأشهر الستة الماضية) وكذلك بسبب ازدياد حركة المرور في المنطقة، تلقينا بعض الإصابات بسبب حوادث المرور وبذلك اصبح المستشفى مشغولاً جداً".

"موظفو المستشفى كانوا أساساً من الخارج، فكان هناك طبيب تخدير سوداني، وطبيب ولادة مصري، وطبيب أنف وأذن وحنجرة هندي وجراح وثلاثة أطباء أوكرانيين... ولكن، خلال هذه الأزمة، كان هناك الكثير من الأطباء الليبيين من طرابلس وبنغازي وكذلك الذين عادوا من الخارج للمساعدة، وكان هناك ايضاً جراح ليبي من بلدة Merthyr Tydfil  بمقاطعة ويلز البريطانيه".

"قمنا بإجراء أربع أو خمس عمليات جراحيه على الأقل يومياً اشتملت على تثبيت العظام، جراحة استكشاف البطن (laparatomies)، جراحة الأوعية الدموية، واستكشافات إصابة العصب وحالات الطوارئ وعمليات الولاده القيصرية الاختيارية...وقد اجرينا 4 عمليات قيصرية في غضون 10 ايام، وكان ذلك رقماً قياسياً لهذا المستشفى الصغير".

"اصبح المستشفى مشغول جداً بعد 20 أغسطس لأن المستشفيات في طرابلس كانت غير قادره على اخذ المرضى لأن الطرق هناك لم تكن آمنة والعاملين بالأطقم الطبيه لم يتمكنوا من الوصول إلى المستشفيات. ولسوء الحظ، العديد من الجرحى فقدوا حياتهم بسبب عدم اسعافهم وعدم توفر العلاج...تلقينا المرضى من مدينة صرمان (على بعد 60 ميل) والزاويه (على بعد 80 ميل) وطرابلس (على بعد 120 ميل) وحتى من الخمس (على بعد 180 ميل) كان لدينا مريض واحد من هناك... ولسوء الحظ، بعض المرضى نزفوا حتى الموت قبل وصولهم إلى المستشفى".

"اضطررت الى نقل طفل يبلغ من العمر 7 سنوات من جادو إلى تونس يوم 21 أغسطس لأنه للأسف أصيب في رأسه بشظية خلال احتفال في المدينة... كنت غاضباً جداً لما حدث له، وتحدثت بتوثر وانفعال مع احد القادة العسكريين عن ذلك ولماذا سمحوا بإطلاق النار في المدينة وبالقرب من الأطفال! فشعر بالذنب وتأسف، ولكن بعد فوات الأوان".

وقال "كنت حريص جداً على الذهاب إلى طرابلس للمشاركه في الإحتفالات ورؤية عائلتي ولكن لم اتمكن من ذلك لأننا كنا مشغولين جداً حتى يوم الثلاثاء 25 أغسطس عندما وصل احد أصدقائي (وهو ايضاً طبيب تخدير من مانشستر). فسلمته المهام على الفور وذهبت إلى طرابلس، وكان الجو هناك رائع وكان الناس في غاية السعادة". 

"وصلت إلى منزل عائلتي في حوالي 7:00 مساءاً، وغادرت في حوالي الساعه 6:00 صباح اليوم التالي مباشرة من طرابلس مرة أخرى إلى جادو، ثم إلى تونس وعدت إلى المملكة المتحدة في 27 أغسطس". 

"على كلٍ ...الآن الوضع أفضل بكثير، طرابلس تعود إلى وضعها الطبيعي واهلها سعداء جداً وفرحين. المستشفيات في طرابلس تعمل بشكل كامل مرة أخرى بعد أيام قليلة من التحرير وتحصلوا على الكثير من المساعدات الطبية والمزيد من الامدادات الطبيه من المنظمات الوطنية والدولية".

"وكان جميع الناس الذين قابلتهم في غاية الامتنان من المملكة المتحدة وفرنسا لمساعدتهم ودعمهم العسكري والدبلوماسي...ان ما عملته بريطانيا وفرنسا أنقذ العديد من الأرواح البريئة".
---------------------
التعليق:
د. حنيش وغيره من ابناء ليبيا الشرفاء بالمهجر الذين لبوا نداء الوطن والضمير بدون تردد او خوف رغم كل الصعاب والمخاطر المحتمل ان يتعرضوا اليها...هم حقاً الجنود المجهولين...تركوا راحتهم ووظائفهم وعائلاتهم واطفالهم واصدقائهم بل ودّعوهم وداع الفراق الأبدي متوقعين عدم العوده ورجعوا الى وطنهم الجريح من شتى بقاع العالم ليمدوا يد العون قدر المستطاع الى اخوانهم في المدن المنكوبه... ويشاركوا في حرب التحرير من اعتى طاغيه عرفه العصر...فمنهم من استشهد رحمهم الله ومنهم من جرح ومنهم من اعتقل وعذب ... وبعد ان قاموا بواجبهم على اكمل وجه ... ذهبوا وشأنهم في صمت ولم يتصنعوا البطولات ويسردوا قصص وروايات مغامراتهم الوهميه كما يفعل العديد من المتسلقين الذين ظهروا علينا من جحورهم بعد سقوط الطاغيه.

حب الوطن ايها السادة والسيدات شيء دفين مغروس في نفوسنا لا يتأثر مهما بعدت بنا المسافات ومهما طالت سنين الغربه عنه...ومثل هؤلاء الشرفاء هم خير دليل على اسمى معاني الوطنيه ...فتحيه تقدير واحترام لهم مع تمنياتنا لهم بالتوفيق ونسأل الله ان يجعل تضحياتهم في ميزان حسناتهم.... وليخرس كل من يزايد على ابناء ليبيا المخلصين بالمهجر الذين ساهموا في مقارعة المقبور على مدى السنين وكان لهم دور عظيم ومشرف خلال الثورة المجيده.

**ملاحظه:
الرجاء النقل بأمانه وذكر المصدر واحترام حقوق ومجهود المترجم ... وشكراً

المصادر: