August 21, 2012

هدى الشناقه - شيطان ليبيا على هيئة إمرأة

How pulling on a hanging man's legs made Huda Ben Amer one of Colonel Gaddafi's most trusted elite.

By: Nick Meo, Benghazi   / The Telegraph - 06 Mar, 2011

كيف ان سحب ارجل رجل مشنوق اكسب هدى بن عامر رضاء وثقه القذافي!
ترجمة وتحرير / عبدو الليبي


عندما شنق العقيد القذافي علناً ولأول مره خصمه السياسي الشهيد بإذن الله الصادق حامد الشويهدي في ملعب كرة السلة (مجمّع سليمان الضراط الرياضي) بالمدينة الرياضية ببنغازي، جلبت السلطات الليبيه الآلاف من أطفال وطلبة المدارس بالحافلات قسراً لمشاهدة هذا العرض السادي والرهيب كمثال لمنظومة العدالة في نظامه القمعي، وقيل لهم حينها انهم سيشاهدون محاكمة احد معارضي القذافي... إلا أنهم بدلاً من ذلك رأوا احضار ونصب مشنقة امامهم ورأوا الرجل المتهم جاثياً على ركبتيه في وسط الملعب، يبكي  وينادي امه ويشكو لها (يُمي...يانا عليّ يُمي)، ويداه مقيدتان وراء ظهره...ومن شدة هول ما رأوا، اخذ الحشد، ومعظمهم من الأطفال والشباب الصغار، بالبكاء والصراخ صائحين: "لا، لا" ودعوا الله واستنجدوا به عندما أدركوا ما كان على وشك الحدوث... وركض شابين بشجاعة الى حيث كان القضاة الثوريين وتوسلوا لهم ان يرأفوا به ويرحموه...ولكن دون جدوى وتم القبض عليهم.
المرحوم الصادق الشويهدي قبل اعدامه بلحظات 
الراهبه الثوريه هدى بن عامر كانت تهتف كالمسعوره "ما نبوش كلام لسان... نبو شنقه في الميدان"  
وقائع المحاكمه الصوريه للمناضل الشهيد الصادق الشويهدي رحمه الله
من يكونوا اعضاء المحكمه الأوغاد الذين اصدروا الحكم؟
كانت أسوأ اللحظات بشاعه في النهاية، عندما شنق الشهيد وتدلى من حبل المشنقه وبدأ جسمه ينفعل بالركل والإلتواء على منصة الاعدام ... حينها صعدت امرأة شابه ذات مظهر حازم إلى الأمام، وأمسكت بساقيه، وسحبت جسده بقوه الى اسفل (تعلقت به لدرجة انها كسرت ساقيه) حتى توقف عن الحركه...كانت تلك الشابه هي الراهبه الثوريه السفاحه هدى فتحي بن عامر.
السفاحه هدى فتحي بن عامر كانت تتفاخر بدون خجل بأعمالها الإجراميه
وسرعان ما ادرك الجميع فيما بعد الدافع الذي جعلها تقوم بذلك العمل الخسيس، حيث يقول السيد إبراهيم الشويهدي، البالغ من العمر 47 عاماً، وهو ابن عم الشهيد الصادق الشويهدي ورجل اعمال لايزال يعيش في مدينة بنغازي، "كانت طموحة، والعقيد معمر القذافي كان دائما يعزز ويقرب منه الأشخاص الأشرار عديمي الرحمة...وكانت تعرف ان القذافي سوف يراقب وقائع اعدام الشهيد على شاشة التلفزيون مباشرة وانه سوف يراها ... وبالطبع، اعجب القذافي بشخصيتها الحديديه ومهاراتها الساديه لما اظهرته من حماس وعنف وقسوة، وسرعان ما تم ترقيتها بعد ذلك العمل الشنيع، فتقلدت اعلى المناصب تكريماً لأعمالها الإرهابيه وبالتالي اصبح ما فعلته في ذلك المشهد الرهيب كبدايه لتدرج السلم الوظيفي في ركب نظام الطاغيه القذافي.

الشاب المرحوم الصادق الشويهدي كان مهندس طيران أعدم شنقاً في ذلك اليوم من عام 1984، وكان عمره حينذاك 30 عاماً... وكان قد عاد بعد استكمال دراسته من جامعة في أميركا قبل ثلاثة أشهر، وبدأ بهدوء حملة ضد حكم القذافي الوحشي.

وهدى بن عامر ... المرأة التي صدمت الليبيين بإذلالها للمرحوم الصادق في لحظاته الأخيره قبل ان يلفظ انفاسه، كانت في ذلك الوقت احد عناصر اللجان الثوريه من الشباب البسطاء المواليين للقذافي... وبعد سبعة وعشرين عاماً اصبحت هدى بن عامر واحدة من أغنى وأقوى النساء المتنفذات في ليبيا وايضاً واحدة من اكثر النساء المكروهات في المجتمع الليبي، في حين كانت اكثر النساء المفضلات للطاغيه القذافي، ومن ضمن افراد النخبة المميزة والمقربه له والتي تحضى بثقته، وتم تعيينها مرتين كرئيسة بلدية بنغازي.

هربت من مدينة بنغازي الى طرابلس في أسرع وقت ممكن بعد اندلاع إنتفاضة 17 فبراير، وتركت منزلها وهو قصر فاخر تم أحراقه لاحقاً، ولكنها لم تغادر جانب الطاغيه الى اخر لحظه وظهرت على شاشات التلفزيون واقفه بجانبه في أحد خطاباته في طرابلس، وكانت سيدة بدينة في منتصف العمر، وترتدي بدله عسكريه، وتلوح بقبضتها في الهواء مع انصار القذافي وهم يرددون الشعارات المؤيده له.

ولسنوات عدة، ظلت هدى بن عامر مكروهه في بنغازي كمسؤوله في نظام القذافي، ليس بسبب ما قامت به من اعمال تسلطيه بعد توليها المناصب القياديه، بل بسبب سلوكها السادي الرهيب الخالي من الرحمه والإنسانيه في تنفيذ اعدام الشهيد الصادق الشويهدي الذي نشر الخوف والرعب منها في قلوب اهل المدينه حيث اكتسبت كنية "هدى الشناقه"..."ومصاصة دماء الليبيين"...وكانت تتفاخر بدون خجل بهذا العمل الإرهابي الذي قامت به وكأنه وسام شرف لها ولايزال اهل بنغازي يتذكرونها بمقولاتها الشهيره التي صرخت وتغنت بها قبل وبعد اعدام المرحوم الصادق الشويهدي "ما نبوش كلام لسان... نبو شنقه في الميدان"..."صفيهم بالدم ياقايد...سير ولا تهتم"

الى جنة الخلد ايها البطل
ويقول السيد ابراهيم الشويهدي عن ابن عمه، ذلك الشاب الذي اذلته واهانته هذه السفاحه اثناء اعدامه، بأنه كان يختلف عنها تماماً ..."كان هادئاً ورقيقاً وكان يحب الجميع والجميع يحبونه" واضاف... "عندما عاد الصادق من أمريكا حصل على وظيفة وعمل مهندسا في المطار، ولكن لم يعجبه ما رآه في ليبيا، وكان يريد الحرية، حتى انه انضم الى مجموعة من الاصدقاء الذين كانوا يقودون حملة سلمية ضد حكم القذافي... وقال ان الجميع يجب أن يستيقظ، ولا يتبع نظام هذا الدكتاتور".

وربما كان مصيره محتوم، في وقت كان فيه حكم القذافي في اوج وحشيتة. ففي الساعه 03:00 صباحاً انتشل الصادق من منزله من قبل الشرطة السرية واختفى في جنح الليل...وبعد بضعة أشهر تم شنقه علناً في خامس يوم من شهر رمضان عام 1984 وبثت وقائع اعدامه على شاشات التلفزه قبل الإفطار وتم تكرارها لعدة ايام لغرض الترهيب... وكانت تلك أول عملية إعدام علني من هذا القبيل حيث اعتاد نظام القذافي قبل ذلك على اعدام معارضيه رمياً بالرصاص سراً.

وبعد إعدام المرحوم الصادق توالت الكثير من وقائع الشنق لمعارضي القذافي علناً في نفس ملعب كرة السلة، الذي لا يزال قيد الاستخدام في وسط المدينة. وبعد اعدامه، لم تستلم عائلة الشهيد جثمانه وليس لديهم قبره لزيارته ... وعندما تجمع المعزون خارج منزلهم لحضور مأتم الشهيد، وصل البلطجية من شرطة امن القذافي ولجانه الثوريه وأطلقوا النار في الهواء لترهيب المعزين حتى اضطروهم للمغادره.

وعانى اقارب الشهيد بعد ذلك على مدى السنين في الحصول على وظائف لائقة أو الإنتساب الى الجامعة...في حين ازدهرت حياة هدى بن عامر، فتزوجت وأنجبت طفلين...(وهنا يتساءل السيد ابراهيم "يا ترى ماذا تقول لهم عن الصادق!") وأصبحت عضوه قياديه بارزه في تنظيم اللجان الثورية التابعه للقذافي والتي اسسها لمكافأة أتباعه ومناصريه... ولا يحتاج منتسبوا اللجان الثوريه الى الموهبة أو القدرة على العمل الجاد لتحقيق النجاح، بل المطلوب منهم الولاء فقط للقذافي.

قبل اعدام الصادق، كانت هدى بن عامر غير معروفه ولم يكن لها اي شأن او مكانه، وكانت تعيش معيشه فقيرة وبائسه في طابق واحد من غرفتين في وسط مدينة بنغازي. وبعد ان انضمت الى اللجان الثوريه وتوغلت في اعمال الشنق ضد معارضي القذافي، اصبحت عائلتها تتمتع بالعيش في منزل كبير يطل على البحر المتوسط من الطابق العلوي في ارقى الأحياء السكنيه من بنغازي. وتمتلك العديد من المنازل الكبيره والسيارات الفاخره والمزارع والإستراحات وتعيش  نمط  حياة المتعه والحفلات والسفر إلى الخارج ... كل هذا الترف مدفوع ثمنه من خزينة الدوله... ويعتقد أعداءها انها حصدت اموال طائله تقدر بالملايين خلال توليها منصب رئاسة بلدية مدينة بنغازي لفترتين متتاليتين.
منزل الشناقه هدى بن عامر بعد ان تم حرقه
المجرمه هدى بن عامر كانت شخصية مكروهه جداً بين الليبيين وخاصة بين اهل بنغازي  
كانت هدى بن عامر تشغل وضيفة عمدة بنغازي عندما اندلعت الانتفاضة. ويكرهها اهل بنغازي كرهاً شديداً جداً لدرجة انهم اشعلوا النار في منزلها ثلاث مرات في خلال اسبوعين في بداية الإنتفاضه، كما كتبوا شعارات مهينه ومعاديه لها على الجدران في جميع أنحاء المدينة.

توفي ابن جارتها في الاحتجاجات، بعد ان أصيب بعيار ناري اثناء عودته من جنازة متظاهر اخر كان قد استشهد برصاص كتائب القذافي. ويقول ابراهيم حسن الجروشي (23 عاما) شقيق الشهيد عنها: "إنها لم تكن تتحدث إلى أي من جيرانها، وفي الحقيقه ما كنا لنتحدث معها "فقد كانت شيطاناً في هيئة امرأة".

ولدت هدى بن عامر في مدينة المرج وهي بلده صغيره تقع شرقي بنغازي، ودرست في جامعة قاريونس، احدى افضل الجامعات الليبية. وعندما تولت رئاسه بلدية بنغازي (عمدة)، اشتهرت بوضع مسدس على جانبها دائماً اينما تذهب ولم تكن تخفي احتقارها وازدراءها لمدينة بنغازي، المدينة التي يكرهها القذافي نفسه"....حيث قالت في احد خطبها "لا يوجد رجال حقيقيون في بنغازي... هدى بن عامر هي الرجل الحقيقي الوحيد في بنغازي"...وقال احد سكان المدينة انه شكا لها ذات مره في 2010 حول تفشي البطالة وارتفاع الأسعار... فردت عليه بلا مبالاة قائلة..."ماذا يمكنني أن أفعل... كل شيء يتقرر من أعلى".

ابراهيم الشويهدي يتحدث عن اعدام ابن عمه الشهيد الصادق الشويهدي 
Video by Julian Simmonds - 06 Mar, 2011

ويقول السيد الشويهدي انه رأى السفاحه هدى بن عامر مرة واحدة فقط، في عام 2010 في طرابلس حيث كلف، كبائع زهور، بتزيين المطار بمناسبة الاحتفال بالذكرى السنوية لإنقلاب سبتمبر المشؤوم بقيادة الطاغيه القذافي...واضاف.."كانت تتحكم فيمن حولها من الناس باعطاء الاوامر بطريقة متغطرسة ومهينه وكان واضحاً عليها استمتاعها بتلك السلطه، وشعرت بالخوف عندما رأيتها... وأردت أن أسألها لماذا فعلت ذلك بالصادق؟، وهل شعرت يوماً ما بالأسف حيال ذلك؟...واضاف "لكن بالطبع في ليبيا القذافي، لا تستطيع طرح أسئلة من هذا القبيل... لذلك بقيت صامتاً وكنت احترق بداخلي.

وبعد مضي السنين على حادثة اعدام ابن عمه المروعه، يقول السيد ابراهيم انه يشعر أن تلك الحادثه خدمت الغرض المنشود اخيراً ...وفي الشهر الماضي كان ابراهيم واحداً من اوائل المتظاهرين في مدينة بنغازي، جنباً إلى جنب مع غيره من اقارب الشهداء الذين اعدمهم القذافي... وكانت تلك الاحتجاجات التي قاموا بها بداية الانتفاضة التي أطاحت بحكم القذافي في شرق البلاد... وقام بجمع الأموال لمساعدة الميليشيات التي انتشرت للدفاع عن بنغازي، وبالتعاون مع أصدقاءه، قام بتزويدهم بقطع الغيار لسياراتهم... واضاف قائلاً..."اننا لم ننسى الصادق أبداً ...فهو قدوتنا ومصدر إلهامنا جميعاً"... "كنت أتمنى فقط ان يكون على قيد الحياة ليشهد هذا اليوم ...يوم الحريه... ونحن الآن ملتزمون بالمحافظه على هذه الحريه، يجب أن نكون إما احراراً أو ان القذافي سوف يعود ويقتلنا جميعاً".

ويأمل السيد ابراهيم أن تقدم المجرمه هدى بن عامر يوماً ما للمحاكمة لما ارتكبته من جرائم، ولكنه يعتقد ان يوم الحساب الإلهي لها قد يأتي قبل ذلك.
-----------------------
مصادر اخرى

هدى الشناقة إمرأة اشتهرت بالقسوة عند الليبيين


هدى بن عامر شانقة الرجال ومصاصة دماء الليبيين


المجرمه هدى بن عامر عاشت حياتها كأحد اكثر الموالين والمقربين للقذافي ولكنها في النهايه عندما ايقنت ان نظامه على وشك السقوط فرت بجلدها وهربت من طرابلس بعد ان استقرت بها بعد هروبها من بنغازي ...وهكذا تخلت عن قائدها الطاغيه واصبحت مطارده في كل اصقاع الأرض... وتوالت الروايات الغير مؤكده عن تواجدها في مصر والجزائر وتركيا واخر الأخبار تقول انها في احد دول اميريكا اللاثينيه ...ولا استغراب في ذلك طالما ان لديها ثروه طائله نهبتها من ارزاق وخيرات الليبيين!

نسأل الله في هذه الأيام المباركه ان يرحم فقيد الوطن الشهيد بإدن الله الصادق الشويهدي وكل شهداؤنا الأبرار وان يقتص منها في الدنيا والآخره وان نراها في قفص الإتهام مكبله بالأصفاد حقيره مذمومه وصاغره وذليله ...وحسبنا الله ونعم الوكيل.

ملاحظه:
هذا المقال تطلب جهد ووقت لإعداده وترجمته ...ونظراً لأن هناك من يسرق بدون ذكر المصدر، فالرجاء النقل بأمانه وذكر المصدر واحترام حقوق ومجهود المترجم والمحرر ... وشكراً

المصدر الأصلي
Huda the executioner' - Libya's devil in female form'

رابط المقال
http://gaddafileaks.blogspot.ca/2012/08/blog-post.html
 
راجعو ايضاً