May 25, 2011

سيناريوهات الخروج الآمن للقذافي وعائلته


لا شك ان القذافي كان يعول على كسب معركته ضد انتفاضة الشعب الليبي وقمعها في مهدها ولكنه فوجئ بصمود منقطع النظير لهذا الشعب الثائر امام طغيانه وجبروته العسكري وآلياته الحربيه ومجازره البشعه التي كانت بمثابة الوقود الذي اجج مشاعر الغضب ضده واوقد شعلة انطلاقة الثوره في جميع ارجاء ليبيا فازداد حماس الشعب وقويت عزيمة الثوار واصرارهم على دحره واسقاطه...فتوالت عليه الهزائم والخسائر والضغوطات والعقوبات الدوليه بما فيها ضربات قوات التحالف الدولي (الناتو) وجمدت معظم دول العالم علاقاتها مع حكومته وسحبت سفراءها من طرابلس وبدأ العالم ينظر له ويتعامل معه كمجرب حرب مطلوب للعداله الدوليه وانفض عنه مَن حوله فأصبح معزولاً في احد مخابئه كالفأر لا يجرؤ حتى على الظهور علناً ليخاطب مناصريه.

كل ذلك يدل بلا شك على ان القذافي حالياً في مأزق ...فهو يدرك تماماً بانه خسر الرهان وانتهى، بل من المستحيل ان يبقى في الحكم لا هو ولا ابناؤه ولا زمرته وبالتالي فإن استمراره في هكذا مناورات حربيه خاسره لتقتيل الشعب الليبي وحصار وتجويع وتدمير المدن التي تحررت من قبضته ومسحها شبه بالكامل مثل مصراته والزاويه ورأس لانوف واجدابيا وبقية مدن المنطقه الغربيه وتشديد قبضته على المدن التي لم تتحرر بعد، يعتبر بمثابة تطبيق لسياسة العقاب الجماعي بدافع الإنتقام والتشفي من الشعب الذي رفضه لأنه كما قال وقالت ابنته "من لا يحب القذافي لا يستحق الحياة" وكما قال ابنه سيف "إننا سنقاتل حتى آخر طلقة، ولن نترك بلادنا لقمة سائغة للعصابات"...وهذا ليس بغريب لشخصيه ساديه شريره مثل القذافي وذريه توارثت هكذا جينات.

اذاً فهو بذلك يطبق استيراتيجية الأرض المحروقه (او بمعنى ادق محرقة الليبيين) التي توعد بها الشعب الليبي في احدى خطبه الجنونيه ولن يتوقف هو وابناءه عن سفك دماء الليبيين مادام هناك ضباط وجنود (ماتت قلوبهم وضمائرهم واعمى الله بصائرهم) لازالوا يمتثلون لأوامر هذا الطاغيه وابناؤه بالسمع والطاعه العمياء فسوف يستغلونهم لتحقيق مآربهم الخبيثه لضمان إلحاق اكبر قدر ممكن من الأضرار والكوارث البشريه والماديه والإقتصاديه والإجتماعيه قبل ان يرحلوا وهذا يدل على مدى الأحقاد الدفينه لدى القذافي وذريته وكراهيتهم لهذا الشعب الصابر.

ومن ناحية اخرى فالإستمرار في مواجهة الثوار هو بلا شك من اجل حمايتة واسرته (لأنه يعرف جيداً انه في حاله توقفه عن القتال فإن الثوار سوف ينقضون عليه وسينتهي) وبالتالي فهو يراوغ لأجل كسب الوقت حتى يؤمن لنفسه ولعائلته مخرجاً سلمياً ...وهناك دلائل عديده على ان القذافي وابناؤه واعوانه يسعون خلف الكواليس لإيجاد مخرج سلمي له ولهم وهذا ما كشف عنه وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني وبعض الصحف الاخرى ناهيك عن مساعي بعض دول الإتحاد الأوروبي لإيجاد مأوى له في دول لم توقع على ميثاق روما للمحكمة الجنائية الدولية، والتي تنص على ضرورة تسليم مجرمي الحرب ومحاكمتهم، وبالتالي توفر له حصانه ضد اي ملاحقه قضائيه! (عجبي من هكذا منطق مزدوج! المجتمع الدولي يصدر حكم ادانه ضد القذافي ويطالب باعتقاله وفي نفس الوقت يبحت له عن مأمن لضمان عدم تطبيق هذا الحكم!) بالإضافه الى المساعي الروسيه مؤخراً لوقف اطلاق النار فقد اعلن وزير الخارجية الروسى أن نظام القذافي مستعد لأيقاف اطلاق النار وتنفيذ بنود مبادرة الأمم المتحدة فى حال توقف قوات الناتو عن قصف اهدافه العسكريه وانه كذلك على استعداد للبدء فى تنفيذ مقترح "خارطة الطريق" التي تقدم بها الاتحاد الافريقي وتتمحور حول وقف اطلاق النار والبدء في حوار سلمي بين القذافي والمعارضة وتأمين المساعدات الأنسانية ونحن نعلم ان هذه المبادره قد رفضت من قبل المجلس الوطني لأنها لم تتضمن رحيل القذافي واسرته... فلما إثارتها من جديد ان لم يكن لكسب الوقت؟

الخروج المشرف والآمن للقذافي
للأسف الشديد هناك دول مستعده لإيواء القذافي حسب تصريحات بعض القاده الأوروبيين...وهنا يبقى السؤال، كيف يمكن للقذافي ان يترك السلطه ويختفي اذا شعر بأنه انهار سياسياً وعسكرياً؟

اعتقد ان احد السيناريوهات المتوقعه لإختفاء القذافي هو تخليه عن السلطه (دراما طبعاً!)...اي بمعنى انه متى توفرت له الضمانات لإيجاد مخرج آمن له وعائلته فسوف يدعي انه قَبِل بالتنحي والتنازل عن السلطه وتسليمها لشخص مقرب منه ويثق فيه، وبالتالي سيضمن لنفسه مخرج مشرف يحفظ له شيئ من الكرامه والكبرياء بدلاً من ان يقتل او يُقبض عليه ويُكبل بالأغلال ويساق الى السجن مذموماً مدحوراً.

اي نعم القذافي المهووس بجنون العظمه لا يمكن ان يتخيل نفسه في موقف مهين كهذا على ايدي شباب ليبيا الثوار الذين وصفهم بالجرذان واقبح الالقاب لأن القذافي شخصيه انفصاميه تعيش في واقع خيالي يرى نفسه بأنه قائد اممي عظيم الشأن وفريد من نوعه وفوق كل البشر مما جعله يشعر وكأنه نبي او امبراطور زمانه...الم يقل انه يريد أن يحيى مثل الامبراطور الياباني!.

ولكن من هو هذا الشخص الذي يعول عليه القذافي؟ فلم يعد حوله من انصار وحتى اقرب المقربين منه انشقوا عنه او هربوا من قبضته فهو حالياً منبوذ ما عدا قله قليله من بينهم صهره الخويلدي الحميدي عضو مجلس قيادة انقلاب سبتمبر المشؤوم ورفيق دربه على مدى 42 عام من الظلم والإستعباد وبالتالي فهو الرجل المناسب الذي يثق فيه القذافي ليسلم له السلطه ويختفي عن الأنظار.
الخويلدي الحميدي

ولا شك ان الكثير منكم لاحظ مؤخراً تسليط الأضواء على هذا الافاك في هذا الوقت بالذات وكأنه الرجل الثاني في الدوله بعد ان همشه القذافي لعشرات السنين وهذا واضح من خلال زياراته الميدانيه التي قام بها في مطلع هذا الشهر والتي شملت زيارة  لبعض المنشآت والمواقع العسكرية وتشجيع الجنود وزيارة الجرحى منهم بالمستشفيات وخاصة مستشفى الخضراء الذي يعج بهم وكذلك زيارة بعض العائلات (المواليه للقذافي) النازحه من منطقة الجبل الغربي الى صبراته بسبب القصف العشوائي للأحياء السكنيه وتدميرها من قبل كتائب القذافي للقضاء على الثوار.

الخويلدي الحميدي في زياره ميدانيه للعائلات النازحه من القتال في صبراته

كما ظهر الحميدي ايضاً في جنازة ابن القذافي المزعومه وفي جوله اخرى حديثه وهو يتفقد الدمار الذي خلفه قصف الناتو لبعض اوكار القذافي المستهدفه (شاهد مقطع االفيديو التالي وقيه يظهر مرتدياً لباساً ووشاحاً ابيضين).

كل هذه الزيارات في الحقيقه دعائيه لأجل تشويه سمعة الثوره وشراء الذمم وكسب تأييد ومساندة الشعب له ولنظام الطاغيه القذافي. ربما يعتقد القذافي انه بتلميع صورة الخويلدي الحميدي واظهاره بصورة لائقه تم تسليمه مقاليد السلطه سوف يتقبله الناس على انه رجل سلمي وبالتالي سوف يكون السبيل الوحيد لنجاته واسرته بعد ان تبتعد عنه الأنظار.

ولكن هل فعلاً الخويلدي الحميدي رجل نزيه وسلمي كما يروج له إعلام القذافي؟ وما دوره في الحرب التي يشنها القذافي على الشعب الليبي؟

لا يخفى عليكم ان الكتائب التي هاجمت مدينة الزاويه وبعض مدن الجبل الغربي وامطرتها بالقصف العشوائي بصواريخ الغراد والحقت بها اضرار فادحه في الأرواح والعتاد والبنيه التحتيه وكذلك تلك التي حاصرت مدينه صبراته وما جاورها من مدن مثل صرمان وزواره  لقمع انتفاضة الثوار فيها منذ بداية الثوره كانت كتائب خاصه تابعه للخويلدي الحميدي واخرى تابعه لإبنه خالد الخويلدي الحميدي الذي كان قائداً ميدانياً لهذه المنطقه ساهم في قمع وترويع اهاليها ووصف ثوارها بالجرذان وتتضمن هذه الكتائب الكثير من مليشيات المرتزقه الأفارقه.

خالد الخويلدي الحميدي

 
خالد الخويلدي الحميدي في زياره ميدانيه لكتائبه 

فهل في قلب هذا الرجل او ابنه ذره من الإنسانيه وكتائبهم دمرت المدن  وقتلت المئات من الاطفال والنساء والمسنين وجرحت الآلاف منهم اغلبهم شباب في مقتبل العمر واطفال اصبحوا معاقين وعجزى ومصابين بعاهات مستديمه وتشوهات جسميه بالغه وأمراض نفسية مزمنة سيعانون ويلاتها مدى الحياة.

كل هذه ادله دامغه تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك تورط الخويلدي الحميدي وابنه في جرائم ضد الإنسانيه وجرائم حرب إباده جماعيه شنها ولا يزال يشنها القذافي على شعبه وبالتالي فهم شركاء معه في الإجرام وهذا ما يؤكده  البيان الصادر عن منظمة التضامن لحقوق الإنسان، والتي تضمنت قائمه جديده للمتورطين في جرائم ضد الإنسانيه ارتكبت بحق الشعب الليبي كان من ضمنهم كلا من:

اللواء الخويلدي الحميدي - قائد كتائب القذافي الأمنية الموجودة في صرمان والتي تنطلق لضرب المواطنين في الزاوية
خالد الخويلدي الحميدي - قائد ميداني ويرأس المنظمة العالمية للسلم والرعاية والإغاثة (طبعاً بأموال مسروقه من اموال الشعب الليبي).
هناك ايضاً احتمال اخر وهو ان القذافي ربما يصطنع موته بوفاة طبيعيه ومن تم يفر الى مكان ما متفق عليه حيث تتوفر له الحمايه مقابل المليارات التي مازالت بحوزته، اما افراد عائلته فحتماً سيهربون إما عن طريق تونس ومنها الى اوربا وقد تأكد ذلك في اخبار هروب ابنته عيشه وزوجته صفيه واحفاده وابنه محمد منذ الأسبوع الماضي والبقيه ربما في الطريق ان لم يسبقوهم بعد!! وهناك اخبار تشير الى محاولات الشاذ الساعدي الإتصال بأصدقائه في سويسرا وطلب تعيين محامين لمساعدته اللجوء هناك وربما يجري اتصالات مع دول اخرى وخصوصاً ايطاليا لتأمين هروبه او ربما سيهربون عن طريق الجنوب الى ادغال افريقيا ومنها الى احدى دول اوروبا الشرقيه المواليه للقذافي مثل بيلاروسيا، كرواتيا، اوكرانيا، صربيا، مونتينيغرو (الجبل الأسود) او الهند، الصين، وصدقوا او لا تصدقوا اليونان، ايطاليا، او تركيا وسينتحلون شخصيات جديده بأسماء مفبركه لا تحمل لقب القذافي تمكنهم بالعيش متنكرين بعيداً عن الأنظار والملاحقه القضائيه ومستمتعين بالأموال التي سرقوها...وبالتالي الحذر كل الحذر من الشائعات التي يروجونها هم او اعوانهم بأن المعتصم وخميس وسيف العرب قد قتلوا (والله اعلم) لأنها تصب في صالحهم ان كانوا احياء ليختفوا عن الأنظار بهدوء.

اي نعم القذافي وابناءه لهم استثمارات هائله في هذه الدول وخصوصاً في اليونان والجبل الأسود وايطاليا وارصده بالمليارات في حسابات سريه وكونوا علاقات شخصيه وصداقات مع الكثير من اثرى أثرياء العالم وغيرهم من كبار المسؤولين وحتى الرؤساء في العديد من دول العالم واغدقوهم بالمال وابرموا معهم الصفقات الخفيه...ولديّ معلومات مزعجه عن تواطؤ مسؤولين يونانيين مع سيف الشيطان واستعدادهم لإرسال مقاتلين ليقاتلوا في صفوف كتائبه ولقاءات سريه في شهري مارس وابريل سأنشرها قريباَ بإذن الله... وبالتالي اعوانهم في هذه الدول (وليس بالضروره الحكومات) سوف يكون لهم دور كبير في مساعدتهم وانقاذهم ليعيشوا متنكرين على اراضيها... فلا تعولوا كثيراً على المحكمة الجنائية الدولية بشأن أمر اعتقال الطاغيه وابنه! لأنه لا يعدو كونه حبر على ورق.

انه حقاً لمدعاة للسخريه والاستغراب حينما تطالب محكمة الجنايات الدوليه باعتقال القذافي وابنه لإرتكابهما جرائم حرب في حين تخرج علينا اصوات من داخل وطننا المنكوب والذي لازال يئن وينزف على ايدي هذا السفاح وابناءه وتحثه على سرعة اللجوء الى احدى الدول التي ليست عضو في محكمة الجنايات الدوليه حتى يفلت من قرار الإعتقال والذي سيصدر في غضون 3 اسابيع!...نعم هذا ما صرح به لقناة الجزيره السيد محمود جبريل مسؤول الشؤون الخارجيه بالمجلس الوطني الإنتقالي وكأني به يقول، اخرج ولن يهمنا ان نجوت من العقاب!...وهنا اود ان اسجل خيبة املي وامتعاضي الشديد لهكذا تصريح غير مقبول من الغالبيه العظمى من الليبيين وخصوصاً الذين فقدوا فلذات اكبادهم وتلوعوا بنار هذا السفاح وابناؤه.

اذا كان الليبيون يصرون على محاكمة االقذافي وابناؤه واعوانه في ليبيا بدلا من تسليمهم لمحكمة الجنايات فكيف بهم ان يرضوا بأن يفلتوا من العقاب؟ ايعقل ان نتنازل عن حقنا الشرعي في القصاص والثوار على عتبة النصر بإذن الله؟  نأمل ان يكون الحسم النهائي لهؤلاء المجرمين في معقل باب العزيزيه واينما كانوا على ايدي الثوار الأبطال في طرابلس الصامده بإذن الله قبل ان يلوذوا بالفرار...وحسبنا الله ونعم الوكيل.

هذه رؤيتي الخاصه لما يدور من احداث...قد أكون اصبت او اخطأت ولكن تبقى هذه الإحتمالات وارده وبالتالي يجب اخذ الحذر وعدم تزكية الخويلدي الحميدي وابنه ومن على شاكلتهم...بل يجب المطالبه بإدانتهم كمجرمي حرب مثلهم مثل القذافي وهناك ايضاً بعض النقاط التي يجب ان تؤخذ بعين الإعتبار وخصوصاً ارصدة القذافي وابناؤه في هذه البلدان المذكوره اعلاه وارجو من المسؤولين في المجلس الوطني الإهتمام بالأمر وتقَصي هذه الارصده والمطالبه بتجميدها.

عبدو الليبي 
25.05.2011

No comments: