March 10, 2012

Libya: Deaf rebels fight for rights

By Tracey Shelton   September 20, 2011

ليبيا: الثوار الصم يكافحون من اجل حقوقهم
وحدة خاصة بها 86 من الجنود الصم تخوض معارك ضد قوات القذافي وتحظى باحترام جديد
ترجمة / عبدو الليبي

Unit leader Khalid Sati sits in his office at the Deaf and Mute Brigade headquarters
(Tracey Shelton / GlobalPost)
مصراتة، ليبيا - خالد مصطفى ساتي يحارب في صمت...يمكنه أن يشعر بالاهتزاز من جراء القنابل التي تتساقط من حوله، ولكن هذا الثائر من قوات الثوار في ليبيا لا يمكنه أن يسمع انفجاراتها.  خالد ساتي يمكنه رؤية الدخان واللهب من مسدسه وهو يطلق النارعلى جنود معمر القذافي، لكنه لا يستطيع سماع صوت الرصاص. كما انه لا يملك الصوت ليتحدث عن الموت والعنف الذي شهده خلال الإنتفاضه.  السيد ساتي هو واحد من أبطال مصراتة الكثيرين، وقد أُثنى على شجاعته وتفكيره السريع في ميدان المعركة. وهو يرأس الآن وحدة من 86 رجلاً ما يفرقهم عن غيرهم هو انهم صم.

Unit leader Khalid Sati (left) poses with a fellow rebel fighter on a Gaddafi tank destroyed by
  NATO in Tripoli Street in May. (Tracey Shelton / GlobalPost)
يقول ساتي "في الايام الاولى لم يكن هناك العديد من الرجال يقاتلون" واضاف.. "أردت أن أظهر للجميع أننا بحاجة إلى الخروج الى هناك (جبهات القتال)، واثب للناس انني لا أستطيع أن أسمع، ولا أستطيع أن أتكلم، ولكن يمكنني أن أحارب ...فإذا كنت أنا يمكنني أن افعل ذلك، فليس لديهم اي عذر ان لا يكونوا هناك أيضا".

من بين 86 عضو من أعضاء كتيبة لواء الصم والبكم، 7 فقط يستطيعون السمع، ويتقنون لغة الإشارة الليبيه ويعملون كمترجمين للأعضاء الآخرين. الأغلبية، مثل ساتي، ولدوا بهذه الحاله والآخرون فقدوا سمعهم في وقت لاحق في حياتهم نتيجه لوقوع إصابات أو للمرض.
Rebel fighter Abubakar Mustafa Awene, 18, poses with his weapon at the Deaf and Mute Brigade
  headquarters in Misrata. (Tracey Shelton / GlobalPost)
لم يكن من المتوقع أن أياً من هؤلاء الرجال (الصم البكم) سيقاتلون، ولكن الكثير، بمن فيهم ساتي و أبو بكر مصطفى عوين البالغ من العمر  18 عام، تطوعوا للقتال يومياً ووزعوا بين وحدات أخرى للقتال إلى جانب أولئك الذين يمكنهم السمع.  وقال عوين "ليس من الصعب ان تقاتل، ولكن هناك الكثير من الأخطار"... "الصواريخ تسقط من حولنا باستمرار، ولكن إذا مت سأذهب إلى الجنة، لأنني أفعل ما هو صواب".  الرجال الذين يقاتلون مع عوين يتحدثون بدرجه عاليه عن شجاعته وتفانيه.

بدون القدرة على الاستماع، غالباً ما تصبح الحواس الأخرى أكثر حدة. وأوضح ساتي قائلاً "الناس تعتمد كثيرا على الصوت"، "انهم ليسوا يقظين متأهبين للغاية."
Members of the Deaf and Mute Brigade undergo weapons training on the beach near the city of Misrata
 (Tracey Shelton / GlobalPost)
وروى ساتي انه في احدى المناسبات عندما كان يقاتل مع 10 رجال آخرين في الأيام الأولى من القتال في شارع طرابلس في مصراته. وبينما هم داخلون الى الطابق السفلي من محل، رصدت رؤية ساتي الحاده (نظره القوي وقدرته على سرعة الملاحظه) حركة صغيرة من خلال نافذة في الزاوية فأومئ للآخرين بالتراجع للخلف، وصوب ببندقيته الـ AK-47 نحو الهدف مما أسفر عن مقتل جندي من جنود القذافي قبل ان يلقي بقنبلة يدوية داخل الغرفة بثواني، وبالتالي انقذ حياة جميع من كانوا معه.

الآن، وهم يحرسون بسيارات مثبت عليها رشاشات 14.5mm، يقول ساتي "ميزة أخرى يتشارك فيها رجال وحدته هي أنهم عندما يستخدمون الأسلحة الثقيلة، ليست لديهم مشاكل مع الضوضاء والضجيج التي تحدثها.  أعضاء آخرين في هذه الوحده يتولون عدد من نقاط التفتيش حول مصراتة ويحفظون الأمن لبعض المناسبات داخل المدينة. في هذا الأسبوع، قد تم اختيار عدد من الأعضاء لتشكيل فريق امني لزيارة رئيس المجلس الوطني الانتقالي، مصطفى عبد الجليل، الذي أشاد بهم لما أبدوه من شجاعة وعمل مثير للإعجاب للثورة في لقاء عاطفي مع أعضاء هذه المجموعة.
Members of the Deaf and Mute Brigade talk together as they await the arrival of a medical evacuation plane from the Sirte front line on Sunday. Members of the unit assist in keeping security within Misrata and
 have earned a reputation for their keen observation skills. (Tracey Shelton / GlobalPost)
وقال محمد حسين قاباج، المتحدث باسم الكتيبه والمترجم الرئيسي لها.. "هذا القبول والدعم المكتشف حديثا، اعطى هؤلاء الرجال، الذين تعرضوا للتمييز ضدهم في كثير من الأحيان بل كان الناس يخشونهم  في ظل نظام القذافي، الثقة والوفاء. 

وقال قاباج الذي له القدره على السمع ويثقن لغة الإشاره الليبيه، انه في ظل الحكومة السابقه كانت فرص التعليم والعمل للصم قليله وبالتالي فالمجتمع لم يكن لديه الوعي الكافي عن حالهم، مما يعني أن فهم وقبول اعاقتهم كان منخفض وتم فصل ونبذ هؤلاء الرجال عن المجتمع بدرجه عاليه وحتى لغة الإشارة التي تعلموها بليبيا تعتبر فريدة من نوعها، مما يحد من قدرتهم على التواصل في الخارج.  وقد حاول السيد قاباج مساعدة هؤلاء الرجال الصم على تشكيل جمعية منذ عام 1992 لكن طلباتهم كانت تؤجل باستمرار او ترفض. ولم يعطى لهم الإذن للاجتماع معاً في ظل نظام القذافي، الذي كان يخشى من وحدة وطنية وتحالفات بين المواطنين.

كانت بداية الثورة فترة من الخوف والارتباك في مصراتة، تلك المدينة التي سرعان ما اصبحت تحت الهجوم والحصار من قبل القوات الحكومية. ومع قلة المعلومات حول المخاطر في الخارج، معظم هؤلاء الرجال قالوا انهم كانوا خائفين من مغادرة منازلهم. ولكن كمجموعة موحدة، وجدوا الشجاعة والعزيمه والهدف في تحديد وتدعيم دورهم كثوار مقاتلين. وقال "في البدايه عندما طلبنا تشكيل هذه الوحدة، لم يدعمنا اي احد لأنهم كانوا يخشوننا"، واضاف "لكنهم رأوا العمل الجاد والشاق لرجال مجموعتنا، وفوجئوا بعدد الأعضاء الذين التحقوا بهذه الوحده. الآن عندما نلتقي بالناس في نقاط التفتيش، نلاقي رد فعل عظيم لأنهم يرون مدى الجهود التي بذلناها لمساعدة المدينة".
Members of the Deaf and Mute Brigade repair damages to the former Gaddafi secret police
  headquarters that is now their base in Misrata. 
 (Tracey Shelton / GlobalPost)
الآن مجموعة الصم يوجد لديها مقرها في احد مباني مصراته التي كانت تأوي شرطة القذافي السرية. ويقول قاباج انه احتجز ذات مره  وقضي ليله في واحدة من خلايا هذا المبنى تحت الأرض وهناك هدد وضرب واطلقوا عليه الكلاب المدربة لمهاجمته قبل أن يطلق سراحه  في صباح اليوم التالي دون توجيه اي اتهام له.  اثنين من الرجال يقولون ان وكالة استخبارات القذافي حاولت التقرب منهم في عدة مناسبات، وطلب منهم التجسس على مجتمع الصم لرصد اي مناهضة للحكومة خلال المحادثات التي يمكن ان تجري بصمت عبر لغة الإشارة.

المقر الآن ملون باللون الأحمر والأسود والأخضر، ألوان الحكومة الجديدة للمجلس الوطني الانتقالي، مع شعارات الحرية والوحدة الليبيه. معلقة على جدران المكاتب صور الشهيد عطيه السيد 52 عاما، وهو مقاتل بارز بين مجموعة الصم، استشهد في معركة شارع طرابلس في مصراتة.  العديد من أبناء الشهيد عطيه هم أعضاء في هذه الوحدة. وقال محمد عطية السيد، احد ابناءه الذي يعمل اثناء التناوب الليلي على واحدة من عدة نقاط تفتيش تديرها المجموعة "والدي كان رجلا طيبا".. "قلبي فخور به لأنه مات من أجل مصراتة وليبيا".  وأصيب العديد الآخرين من الأعضاء الصم في القتال، بما فيهم ساتي، الذي أصيب بشظايا مرتين وضرب في الجذع بعيار 23mm. وعلى الرغم من إصابتة، عاد إلى الجبهة بعد ثلاثة أيام.

وعلى خلفية عمله في مصنع للحديد والصلب، تطوع ساتي في البداية لإصلاح الأسلحة للجنود...ويقول ساتي عن الوقت الذي قضاه وهو يعمل في مصنع للاسلحة "رأيتهم يتجهون الى المعركة... بعضهم عاد والبعض الآخر لم يعود وآخرون عادوا بجروح... كان واضحًا انهم يحتاجون للمزيد من الرجال".  وبعد عدة ايام اتخذ قراره .. وبينما كان يغادر المنزل في أول يوم مرتديا زي القتال العسكري ويحمل ببندقيتة في يده، قال ساتي، وهو  اب لخمسة اطفال، ان زوجته حاولت منعه وسدت مدخل الباب ...وعلى الرغم من دموعها وتوسلاتها، قال انه كان يدرك  اين هو مطلوب أكثر.

اما أبو بكر عوين، بعيون شابه مشرقه وابتسامة بريئة، ابتسم وهو يحمل بندقيته الـ AK-47 استعداداً للمعركة... وقال انه عازم على مواصلة القتال حتى النهاية...وقال "أنا سأبقى في خطي (في الجبهه) او اتقدم ...حتى النهايه"، وقال عوين "أنا سوف لن اتراجع ابداً"
------------------------
التعليق
انهم صم بكم ولكنهم بعزيمتهم القويه، كسروا حاجز خوفهم واعاقتهم ... فأبوا الا ان يلبوا نداء الوطن كغيرهم فجاهدوا بصمت...واختفوا بصمت بعد ان ادوا واجبهم على اكمل وجه رغم اعاقتهم وقدموا ارواحهم فداءاً للوطن لتحريره من اعتى طاغيه في تاريخنا المعاصر...لم نراهم يدعون البطوله ويتسابقون للظهور علينا في القنوات او يفرضون انفسهم قادة علينا كما يفعل الكثير من ثقال الدم ممن يسمون انفسهم بالثوار ...فيالها من قصص بطوليه لم نكن لنعرفها لولا ان تكرم هؤلاء الصحفيين الأجانب واهتموا بها ونشروها في صحفهم...فهل يعقل ان نسمع عن بطولات وتضحيات ابناءنا من غيرنا في الصحف والمواقع العالميه؟ اين وسائلنا الإعلاميه المحليه من هؤلاء الجنود المجهولين؟ هؤلاء هم خيرة رجالنا فما اعظمهم من رجال شرفاء وابطال يستحقون منا كل الإحترام والتقدير...فلنكرمهم ونشيد بتضحياتهم ونرفع من معنوياتهم بدلاً من احباطهم.

فيا شعبي استمعوا اليهم ...انهم يقولون لكم انهم مهمشين منبوذين من قبل المجتمع بل ان البعض يخشاهم ...فما ذنبهم؟ ولماذا كل هذا الجفاء وكل هذه القسوه على هذه الفئه من اخوانكم الذين شاء القدر ان يكونوا صم او بكم ولكنهم يتمتعون بكامل قواهم العقليه والجسديه الأخرى لا فرق بينهم وبينكم عدا انهم يعملون في صمت وهدوء ...وها هم يقدمون لكم البرهان في الدفاع عن الوطن رغم اعاقتهم في حين فضل الكثير منكم التزام بيوتهم خوفاً على حياتهم غير مبالين لما يجري حولهم!.

ارجو ان يرتقي ابناء وبنات شعبي الى مستوى المسؤوليه ليتفهموا ان هؤلاء الصم هم مواطنين عاديين مثلهم لهم القدره على البذل والعطاء لهذا الوطن ومن حقهم التمتع بكامل حقوقهم المشروعه ...وان يمدوا لهم يد العون ولا يشعروهم بانهم مختلفين عنهم... يجب مد جسور التواصل مع هذه الفئه من شعبنا...تعايشوا معهم ...تعلموا لغتهم ...لغة الإشاره للتفاهم معهم او ساهموا بتعليمها بفتح المدارس حتى التطوعيه منها.. امنحوهم فرص العمل والإبداع ولا تضعوا العوائق امام أفكارهم ومساهماتهم...لا تنبذوهم او تخشوهم لأن ذلك له تأثير سلبي على نفسياتهم...واخيراً كونوا خير عون لهم وستجدونهم خير سندٍ لكم بإذن الله ...وكان الله في عون العبد ما دام العبد في عون اخيه.

عبدو الليبي ـ كندا

ملاحظه:
الرجاء ذكر وعدم اخفاء المصدر عند النقل واحترام مجهود وخصوصيات الكاتبلا يجوز النسخ واللصق وانتقاء او حذف الفقرات بدون وضع اسم الكاتب ورابط المقاله التالي:

المصدر الأصلي
http://www.globalpost.com/dispatch/news/regions/middle-east/110919/libya-deaf-rebels-determined-fight

No comments: