February 17, 2013

"أنا واجهت الموت هنا"

اثنان من ضحايا المظاهره المناهظه للقذافي امام السفارة الليبيه في لندن عام 1984 يروون ما حدث لأول مره
 By Glenn Campbell - BBC Newsnight
ترجمة وتحرير / عبدو الليبي

السيد عادل المنصوري والسيد محمود العقوري كانوا من ضمن المتظاهرين ضد الطاغيه القذافي امام السفارة الليبيه بلندن
 عام 1984 وقد اصيبوا بجروح بالغه بأرجلهم عندما تم اطلاق النار عليهم من داخل السفاره

مذيع الاخبار المسائية بقناة الـ Glenn Campbell" BBC" يتحدث مع بريطانيين من اصل ليبي أصيبا خلال احداث اطلاق النار امام السفارة الليبيه عام 1984 ...وها هم يروون قصصهم لأول مره.

لما يقارب من ثلاثة عقود، ظل اثنين من الليبيين - البريطانيين الذين أصيبوا خارج السفارة الليبية في لندن خلال مظاهرة سلميه مناهضة للقذافي، صامتون خوفاً من انتقام أتباع القذافي منهم. ولكن الآن، وبفضل الثورة الليبية استطاعوا التحدث بكل حريه أمام الكاميرا لأول مرة.
 1984 Libyan embassy shooting victims speak out  :شاهد الفيديو  

Yvonne Fletcher, a London policewoman (25 years old) killed during a demonstration
against Gaddafi on 17 April, 1984

يقول محمود العقوري وهو رجل أعمال ومقره لندن "أتذكر ما حدث في كل يوم من حياتي لأنني واجهت الموت هنا". تأتي هذه المقابلة في الوقت الذي قام فيه رجال المباحث الذين يتولون التحقيق في مقتل الشرطية ايفون فليتشر "Yvonne Fletcher" بزيارة لليبيا للمرة الرابعة منذ اندلاع الثورة التي أطاحت بالقذافي. وتحاول الشرطة البريطانيه التعرف على هوية المسؤولين عن قتل زميلتهم الشرطيه واصابة 11 من المتظاهرين ضد القذافي أمام السفارة الليبية في لندن عام 1984. وقالت الشرطه ان المحققون توجهوا إلى طرابلس يوم 10 فبراير 2013 بناءاً على طلب من السلطات الليبية لمناقشة كيفية دعم "التحقيقات المشتركة" والدفع بها إلى الأمام.

ويقول عادل المنصوري، الذي يدير الآن مدرسة دولية في بنغازي، "أشعر بالغضب الشديد لعدم تقديم أي شخص إلى العدالة حتى الآن، نحن حقاً بحاجة لمعرفة من فعل ذلك". اما العقوري فيقول "هذه مسألة حياة وموت...امرأة شابة بريئة كانت تقوم بواجبها فقتلت. وأعتقد ان العدالة ينبغي ان تأخذ مجراها".
Officers attempt first aid on W.P.C. Yvonne Fletcher as she lies mortally wounded on the pavement outside 
the Libyan Peoples Bureau (Read more)

وقد اصيبت الشرطيه Fletcher بطلقات ناريه في البطن عندما كانت تراقب احتجاجات سلمية ضد نظام القذافي في لندن في 17 ابريل 1984. وتعتقد الشرطة ان إطلاق النار بالمدفع الرشاش الذي تسبب في قتلها جاء من داخل ما كان يعرف آنذاك بالسفارة الليبية في ساحة St James's Square، وحتى الآن لم يتهم اي احد بقتلها.   

وقال السيد المنصوري "أتذكر ايفون فليتشر وابتسامتها الكبيرة...وقفت أمامي مباشرة وكانت يداها خلف ظهرها وأتذكر انها قالت صباح الخير...واضاف قائلاً "بدأنا بالهتاف "يسقط يسقط القذافي "Down Down To Gaddafi"...و اوقفوا القتل "Stop The Killing" وأشياء من هذا القبيل، ثم بعد ذلك ببضع ثوان بدأ اطلاق النار. ويقول السيد العقوري "رأيتها تسقط عندما حدث اطلاق النار...وكانت تعصر بطنها...اكيد ان الإصابه كانت مؤلمة جداً بالنسبة لها." وقد اصيب كل من السيد المنصوري والسيد العقوري بأعيرة نارية بأرجلهم تسببت في اصابتهم بجروح خطيرة.

لم يعتقل اي  شخص في هذه القضيه:
بعد اطلاق النار، اقامت الشرطة حصاراً على السفارة الليبيه لمدة 11 يوماً. وانتهت المواجهة عندما اطلق سراح جميع الدبلوماسيين الليبيين وتم ترحيلهم. وأغلقت بريطانيا سفارتها في طرابلس ولم تستعيد علاقاتها الدبلوماسية مع ليبيا لمدة 15 عاماً. وفي عام 1999، قبلت ليبيا (نظام الطاغيه القذافي) المسؤولية عن مقتل ايفون فليتشر ودفعت تعويضات لأسرتها. وقد سمحت حكومة القذافي للشرطه البريطانيه بدخول محدود إلى ليبيا، ولكن توقفت تحقيقاتهم.

A memorial to PC Fletcher stands outside the Libyan embassy in London

ان الثورة الليبيه التي بدأت في 17 فبراير 2011، رفعت الآمال في تقديم المسؤولين أخيراً إلى العدالة. وقال النائب عن حزب المحافظين، Daniel Kawczynski "انه قلق" لعدم إحراز تقدم في هذه القضية منذ ذلك الحين. وقد زارت الشرطة البريطانيه ليبيا أربع مرات منذ اندلاع الثورة، لبحث هذه القضية ولكن الى حد الآن لم تحدث أي اعتقالات. وكانت رحلتهم الأخيرة بعد زيارة رئيس الوزراء البريطاني David Cameron إلى طرابلس في وقت سابق في فبراير 2013 عندما أعلن أنه سيُسمح لشرطة التحقيق في تفجير لوكربي الدخول إلى ليبيا. وقد أكدت الحكومة البريطانية أن Cameron أثار أيضا قضية الشرطيه Fletcher مع نظيره الليبي علي زيدان.

Former Libyan intelligence chief, Abdullah al-Senussi
المجرم السفاح عبد الله السنوسي

بعض من المشتبه بهم المحتملين ماتوا والبعض الآخر لازالوا هاربين. ولكن هناك رجل واحد وهو رهن الإعتقال في ليبيا يعتقد الى حد كبير بانه يملك مفتاح القضية. وقد تم تسليم رئيس مخابرات العقيد القذافي السابق، عبد الله السنوسي، من موريتانيا إلى ليبيا في سبتمبر 2012. وقد وصف عبد الله السنوسي بأنه "الصندوق الأسود" لنظام القذافي وما ارتكبه من جرائم.

وقال Kawczynski  "اعتقد انه سيكون حاسم...إذا كان هناك أي شخص يعرف من وراء هذه (الجريمه) فإنه سيكون (عبد الله السنوسي)....انه في غاية الأهميه أن يسمح للشرطة البريطانيه بالوصول اليه في السجن ومقابلته رسمياً".

ويقول السفير البريطاني السابق لدى ليبيا، أوليفر مايلز Oliver Miles "عليك أن تتذكر أن هذه (القضيه) ليست لها أولوية كبيرة بالنسبه لليبيين...اذا كان (السنوسي) هو المسؤول عن ذلك فإن ليبيا تريد ان تثبت هذه الجريمة عليه ولكن ليس قبل تناول مذبحة سجن أبو سليم التي قتل فيها (اكثر من) 1200 سجين ليبي".  السنوسي مطلوب أيضا من قبل المحكمة الجنائية الدولية فيما يتعلق بجرائم ارتكبت خلال الثورة الليبية. وقد سبق وأن أدين غيابياً من قبل محكمة فرنسية في تفجير طائرة UTA رحلة "772" فوق النيجر في عام 1989. ويريد المحققون في قضية لوكربي استجوابه ايضاً عن تدمير طائرة Pan AM رحلة 103 فوق اسكتلندا الجنوبية في عام 1988.

هناك العديد من الجرائم المرتبطة بنظام القذافي ...ولما يقارب من ثلاثة عقود ظل من اطلقت عليهم النيران والجرحى في ساحة St James's Square من بين الضحايا المنسيين... ولكن عادل المنصوري ومحمود العقوري غيروا ذلك لأنهم اصبحوا قادرين على سرد قصصهم والمطالبة بالعدالة لأنفسهم وللشرطيه Fletcher.


ملاحظه: 
**الرجاء النقل بأمانه وذكر المصدر واحترام حقوق ومجهود المترجم**

المصدر:

No comments: