July 24, 2023

داخل خطة الساعدي القذافي السرية لبيع شقته الفخمة في تورنتو

 Inside Saadi Gadhafi’s secret plan to sell his luxury Toronto penthouse


Rita Trichur and Stephanie Chambers

Published June 10, 2023


المصدر: The Globe And Mail 

ترجمة واعداد: Abdo Ellibie 



الساعدي القذافي، لاعب كرة قدم سابق وقائد القوات الخاصة الليبية، يحاول بيع شقة وسط مدينة تورنتو التي اشتراها في عام 2008. خلال هذه الفترة، 
كان يقبل رشاوى مربحة من شركة البناء SNC-Lavalin ومقرها مونتريال.


علمت صحيفة "The Globe and Mail" أن الساعدي القذافي، الابن الثالث للدكتاتور الليبي السابق معمر القذافي، يحاول تدبير بيع شقته في الطابَقِ العلوي من عماره فاخره في تورنتو (penthouse apartment) والتي لا تزال خاضعة لقرار تجميد الأصول من قبل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

 

فقد قام الساعدي القذافي، الذي أقام في اسطنبول منذ إطلاق سراحه من سجن ليبي في عام 2021، بإعداد توكيل رسمي بتعيين كريم المرابط، وهو مواطن ليبي له صلات بكندا، كممثل له في جميع الأمور المتعلقة بالشقة الفاخرة، بما في ذلك بيع محتمل، وفقًا للوثيقة وشخصين على دراية بالموضوع. لم تحدد صحيفة ''The Globe" المصادر، لأنهم غير مصرح لهم بالتحدث علنا عن الأمر، لأن سلامتهم الشخصية في خطر.

 

الساعدي القذافي، لاعب كرة قدم سابق معروف بسلوكه المتهور والمشين (playboy antics) ووقته كقائد سابق للقوات الخاصة الليبية، اشترى في الأصل الشقه الفاخرة  في وسط مدينة Toronto مقابل 1.55 مليون دولار في عام 2008، تلك الحقبة التي كان يقبل خلالها رشاوى مربحة من عملاق الهندسة في مونتريال، شركة "SNC-Lavalin Group Inc." 

 

(وقد تم سجن الساعدي القذافي، ليس بسبب تورطه في فضيحة رشاوي شركة "SNC-Lavalin" ولكن بسبب الجرائم التي ارتكبها ضد المتظاهرين خلال انتفاضة فبراير 2011 في ليبيا ضد والده.)

 

في عام 2011، فرض مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أمر تجميد مالي على اصول عائلة القذافي، بما في ذلك الساعدي القذافي، وأعضاء آخرين في نظام  القذافي بعد الإطاحة به في ليبيا. وقد تم اتخاذ هذا القرار لمنع القذافي ودائرته الداخلية من استخدام أي ثروة غير مشروعة، تعود ملكيتها للدولة، للمزيد من قمع الشعب الليبي.

 

وفي حالة الساعدي القذافي، ينطبق أمر التجميد الصادر عن الأمم المتحدة على جميع أصوله وممتلكاته، بما في ذلك شقته الفاخره في تورنتو، والذي يمنعه فعلياً من بيع العقار.

 

وبعد 12 عام، لا يزال قرار الأمم المتحدة بتجميد أصول عائلة الفذافي سارياً ولا يوجد دليل على ان شقته الفاخره (penthouse) قد تغيرت ملكيتها، لكن المصادر قالت إن االساعدي، البالغ من العمر الآن 50 عاماً، يعاني من ضائقة مالية بعد سجنه، وقراره تعيين توكيل رسمي هو جزء من خطة أوسع لبيع منزله في تورونتو، حسب المصادر.

 

تأتي مناورة القذافي، التي تثير تساؤلات حول ما إذا كان يحاول التحايل على أمر الأمم المتحدة، في وقت تواجه فيه كندا انتقادات دولية لفشلها في العثور على الأموال القذرة وتجميدها، وللتساهل في تطبيق العقوبات الدولية.

 

الوثيقة التي تحمل عنوان توكيل نيابي خاص للاستخدام في كندا، حصلت The Globe على نسخة منها، تم تسجيلها في القنصلية الليبية في اسطنبول تحت المرجع رقم 75/1 في 11 نوفمبر 2022. الوثيقة تحمل اسم الساعدي معمر محمد القذافي مفوضاَ (أو الشخص الذي اعطى التوكيل)، والسيد المرابط موكلاً / نائباً (اي الشخص المخول بالتصرف بدلاً منه).

 

نص الوثيقة:

"أنا الموقع أدناه، الساعدي معمر محمد القذافي ... أؤكد أنني، بصفتي القانونية الكاملة، أقوم بتشكيل وتعيين السيد كريم المرابط ... ليمثلني في التعهدات ومتابعة الإجراءات الإدارية والقانونية تجاه الإدارات والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية، بما في ذلك المحاكم وإدارات التسجيل العقاري في كندا، فيما يتعلق بشقتي، المسجلة باسمي في كندا". 

 

رتبت صحيفة "The Globe" ترجمة معتمدة للتوكيل الرسمي، وهو مكتوب باللغة العربية مع بعض الكلمات والأحرف الإنجليزية التي تتخلل النص الذي يشير إلى أرقام وثائق الهوية والتواريخ وعنوان الشقة، والتي تم تحديدها على أنها

10 Navy Wharf Court

Suite 4603

Toronto

وتنص الوثيقة ايضاَ على التالي:

"يحق للموكل استلام المستندات والحصول على وتسوية جميع المستحقات المتعلقة بالشقة المذكورة، كما يحق له التصرف في الشقة من خلال البيع والاستثمار واستلام ثمنها".

 

كما تم إلصاق التوكيل بختم حكومة الوحدة الوطنية الليبية وتوقيع الساعدي القذافي وبصمة إصبعه وشهادة شاهد من القنصل العام الليبي في اسطنبول، صلاح الدين فرج الكاسح، تظهر بالقرب من أسفل الوثيقة لغرض توثيق توقيع الساعدي القذافي.

 

حاولت صحيفة "The Globe" الوصول إلى الساعدي القذافي في أربع دول للتعليق، لكنه لم يرد على الرسائل المسجلة. كما لم يرد السيد المرابط (Al-Murabit، الذي يتهجى اسمه أيضًا باسم Murabet، وفقًا للمصادر وسجلات الشركة)، على المراسلات المختلفة للحصول على تعليق.

**ملاحظه: تمكنت الصحيفه لاحقاً من الحصول على رد من السيد المرابط تجدونه في الراوبط التاليه

مساعد القذافي ينفي محاولة انتهاك قواعد الأمم المتحدة بشأن شقة (الساعدي القذافي) في تورونتو 

Gadhafi associate denies trying to flout UN rules over Toronto condo

 

كما لم تقدم كل من السفارة الليبية في أوتاوا والقنصلية الليبية في اسطنبول ردودًا على أسئلة حول التوكيل. وقالت وزارة العدل (الكندية) الأسبوع الماضي إن الشؤون العالمية الكندية ستقدم رداً على استفسارات صحيفة "The Globe". لكن منظمة الشؤون العالمية الكندية قالت يوم الاثنين إن شرطة الخيالة الملكية الكندية "(Royal Canadian Mounted Police (RCMP": ستقدم إجابات بشأن هذه المسألة، على الرغم من أن الوزارة رفضت توضيح سبب تعليق شرطة الخيالة الملكية على الحكم.

 

وتمتلك شرطة الخيالة الكندية الملكية نسخة من التوكيل في حوزتها، وفقاَ للمصادر. ولكن الشرطه لم تكشف للصحيفة عما إذا كانوا يحققون في الأمر، على الرغم من أن مجرد محاولة بيع الشقة من قبل الساعدي القذافي ستكون انتهاكًا واضحًا لتجميد أصول عائلة القذافي من قبل الأمم المتحدة.

 

وكتب العريف "Kim Chamberland" في رسالة بالبريد الإلكتروني يوم الخميس: "ان شرطة الخيالة الملكية الكندية سوف تؤكد وجود تحقيق فقط، في حالة توجيه اتهامات". وأكد "Stéphane Dujarric"، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أن الساعدي القذافي لا يزال على قائمة عقوبات الأمم المتحدة وأن الأمر بتجميد أصوله لا يزال سارياً.

 

وكتب السيد "Dujarric" في رسالة بالبريد الإلكتروني، مشيراً إلى أقسام محددة من قرار التجميد جاء فيها "ومن ثم، فإن جميع أصول الساعدي القذافي تخضع للتجميد ما لم يتم تطبيق اعفاء أو استثناء وارد في الفقرات 19 و 20 و / أو 21 بنجاح" وأضاف: "أنت بحاجة إلى مراجعة السلطات الكندية فيما يتعلق بتلك الممتلكات بالضبط".

 

وعندما سُئل عما إذا كان الساعدي القذافي قادراً على بيع أو نقل ملكية شقته  في تورنتو (penthouse)، أو إذا كانت الأمم المتحدة على علم بأي خطة من قبله أو من قبل ممثله المعين لاستكشاف صفقة محتملة، أجاب السيد Dujarric: "هذه هي المسائل التي يتعين على اللجنة المختصه النظر فيها، إذا ومتى تم عرضها عليها من خلال القنوات المناسبة".

 

ويُلزم قرار الأمم المتحدة الدول الأعضاء، بما في ذلك كندا، "تجميد جميع الأموال والأصول المالية والموارد الاقتصادية الأخرى دون تأخير" التي يملكها أو يتحكم فيها، بشكل مباشر أو غير مباشر، أفراد مدرجون في قائمة العقوبات، كما أشار السيد Dujarric في رسالته بالبريد الإلكتروني. وأضاف أن هذه الأحكام تنطبق أيضًا على "الأفراد أو الكيانات التي تعمل نيابة عنهم أو بتوجيه منهم، أو من قبل كيانات يملكونها أو يسيطرون عليها". علاوة على ذلك، يجب على الدول الأعضاء "ضمان عدم إتاحة أي أموال أو أصول مالية أو موارد اقتصادية من قبل مواطنيها أو من قبل أي أفراد أو كيانات داخل أراضيها، إلى او لصالح الأفراد المدرجين في قائمة العقوبات.

 

من جانبه، يعيش السيد مرابط في الإمارات العربية المتحدة ولكن له علاقات بكندا. وهو لاعب كرة قدم محترف سابق تحول إلى رجل أعمال، تم ادراج اسمه كمدير لشركة ".CardioGenics Holdings Inc"، وهي شركة مصنعة لمنتجات الاختبار التشخيصي Diagnostic Test Products.  وتم تأسيس هذه الشركة في ولاية نيفادا Nevada ولديها عنوان خدمي في كاليدون، أونتاريو بكندا Caledon، وفقاً للمعلومات الموجودة على الموقع الإلكتروني الخاص بالشركة والبيانات الموجودة في سجل الشركات الأمريكية.

 

            
Karim Murabet / كريم مرابط

تشير السيرة الذاتية لكريم المرابط، كما نُشرت على موقع CardioGenics الإلكتروني، إلى أنه عمل في صناعة السلع الرياضية بصفته مالك لشركة Lanzera Italia. وتقول أيضاً إن السيد مرابط شريك في ملكية الشركة الليبية الإيطالية للاستثمار العقاري ومستشار وناصح لشركة Gruppo Bonifaci، وهي أحد أكبر شركات مطوري العقارات في إيطاليا، ومقرها في روما. وتضيف أنه يشغل أيضاً مناصب مختلفة كشريك ومدير مسؤول عن تطوير الأعمال والعلاقات العامة في ICap Group FZC، وهي شركة رائدة في مجال التطوير العقاري والهندسة المعمارية والاستثمار وإدارة الفنادق مسجلة في الإمارات العربية المتحدة.


لدى السيد مرابط صلات بشركات كندية أخرى أيضاً، بما في ذلك شركات

Avicanna Inc., Canadian Oil Recovery & Remediation Enterprises Ltd. and Medicenna Therapeutics Corp., 

وفقاً لموقع MarketScreener.com

 

بينما تُظهر سجلات الملكية أن الساعدي القذافي اشترى الـ penthouse الذي تبلغ مساحته 2218 قدماً مربعاً، والواقع في مجموعة مباني (Harbour View Estates)، بإسم Saadi Kaddafi، في 7 مايو 2008، ولا يزال اسمه على العنوان.

 

شقة القذافي، التي ظلت شاغرة لمدة 15 عاماً تقريباَ، بها ثلاث غرف نوم وثلاثة حمامات كاملة وأكثر من شرفة واحدة مفتوحة. تم بناء الـ penthouse في عام 2005، وهو مفروش ويطل على مركز روجرز القريب (Rogers Centre) وبحيرة أونتاريو (Lake Ontario).

 

يتمتع سكان المجمع السكني (Harbour View Estates) أيضاً بإمكانية الوصول إلى وسائل الترفيه والراحة بما في ذلك حوض للسباحة وملاعب تنس وملعب كرة سلة كامل الحجم وجهاز محاكاة للجولف (golf simulator) وصالة بولينج (bowling alley)، وفقاً للمعلومات المنشورة على موقع المجمع الإلكتروني.

 

وادراكاً لارتفاع أسعار العقارات في تورنتو على مدار الخمسة عشر عاماً الماضية، فإن شقة الساعدي القذافي تساوي الآن أكثر من سعر الشراء الأصلي. واعتباراً من 31 مايو، فإن القيمة الفعليه لأجنحة الـ penthouse  في الوقت الحالي تقدر بمبلغ 2.11 مليون دولار، وفقاً لتقرير سكني مفصل صادر عن Municipal Property Assessment Corp.

 

لكن الشقة الفاخرة يمكن أن تجلب سعراً أعلى إذا تم طرحها للبيع في سوق العقارات الساخن في تورونتو. فعلى سبيل المثال، تم إدراج شقة (penthouse)  في نفس الحي المطل على الواجهة البحرية، مع ثلاث غرف نوم وثلاثة حمامات، مقابل 3.73 مليون دولار، وفقاً لبيانات موقع realtor.ca

 

في غضون ذلك، لطالما ادعت الحكومة الليبية منذ فترة طويلة أنها المالك الشرعي للشقة. وقد تم إدراج إشعار بتاريخ 10 أكتوبر 2012، والمدعوم بأمر محكمة في أونتاريو، في سجل الطرود الخاص بالعقار. لكن لم يتم نقل الملكية أبداُ بسبب تجميد أصول وممتلكات الساعدي القذافي بأمر من الأمم المتحدة.

 

وقالت المصادر إن وكالة إنفاذ حكومية ليبية تخطط لتوكيل محامي في كندا لإكمال هذه العملية، بالنظر إلى قرار القذافي بمنح توكيل رسمي للسيد مرابط.

 

ومثلت شركة "Borden Ladner Gervais LLP" الحكومة الليبية عندما أكدت مطالبتها بملكية شقة القذافي في عام 2012، وفقًا لسجلات الملكية. لكن المتحدثة تامارا كوستا "Tamara Costa" رفضت التعليق على ما إذا كانت شركة المحاماة لا تزال تعمل نيابة عن الحكومة الليبية.

 

ويُعرف الساعدي القذافي أيضًا بأنه شخصية محورية في فضيحة الرشوة لشركة SNC-Lavalin التي هزت كندا وليبيا. وقد أنفقت شركة SNC-Lavalin، سابقاً لتزيين شقة القذافي في تورنتو، مبلغ 47.7 مليون دولار على النقود والهدايا والنفقات الشخصية له بين عامي 2001 و 2011. وفي المقابل، ساعد القذافي الشركة الكندية في تأمين عقود بقيمة 2 مليار دولار تقريباً في ليبيا.

 

في عام 2019 ، أقرت وحدة البناء التابعة لشركة "SNC" بالذنب في إحدى جرائم الاحتيال ووافقت على دفع غرامة قدرها 280 مليون دولار كجزء من صفقة مع المدعين الفيدراليين. وتم إسقاط التهم الجنائية الأخرى ضد الشركة الأمّ (الشركة القابضة) وشركتين تابعتين لها تتعلق بالرشوة.

 

(قبل هذا التطور، استقالت وزيرة العدل والمدعي العام (الكنديه) attorney-general- Jody Wilson-Raybould، من مجلس الوزراء بعد أن ذكرت صحيفة "The Globe" أن رئيس الوزراء "Justin Trudeau" وموظفيه ضغطوا عليها بشكل غير لائق لوقف الملاحقة الجنائية للشركة).

 

أما بالنسبة للساعدي القذافي، الذي كان في السابق شريكاً في مشروع SNC-Lavalin، فقد فر من ليبيا خلال ثورة 2011 التي أدت إلى مقتل والده.  وبعد تسليمه من النيجر، أمضى سبع سنوات في سجن بطرابلس بعد اتهامه بارتكاب جرائم ضد المتظاهرين خلال الانتفاضة.

 

وعلى الرغم من اتهام القذافي بقتل مدرب كرة القدم الليبي بشير الرياني عام 2005، إلا أنه تمت تبرئته من هذه التهمة في عام 2018 وتم إطلاق سراحه من السجن كجزء من عملية تبادل أسرى في سبتمبر 2021، لكن موارده المالية لا تزال مقيدة بسبب تجميد أصوله وممتلكاته من قبل الأمم المتحدة.

 

في العام الماضي، ذكرت صحيفة "Daily Mail" أن فندقاً إيطالياَ فاز بأمر من المحكمة يجبر الساعدي القذافي على دفع فاتورة غير مدفوعة بقيمة 300 ألف جنيه إسترليني تعود إلى عام 2007.

 

وذكرت الصحيفة البريطانية أنه بعد ستة أسابيع من الإقامة في الفندق ذي الخمس نجوم عندما كان لاعب كرة قدم، غادر الساعدي دون تسوية فاتورته وترك سيارته "Cadillac Escalade" في باحة وقوف السيارات. وقالت أيضاً أن وكالة تمثل الساعدي القذافي اتصلت بالفندق العام الماضي لإعادة السيارة.

 

مصدر الخبر:

Inside Saadi Gadhafi’s secret plan to sell his luxury Toronto penthouse

 

لمزيد من المعلومات راجع ايضاً:

مساعد القذافي ينفي محاولة انتهاك قواعد الأمم المتحدة بشأن شقة (الساعدي القذافي) في تورونتو

ليبيا تطالب بحصتها في شقة يملكها الساعدي القذافي في تورونتو بقيمة 1.6$ مليون دولار

Libya claims stake in Saadi Gaddafi’s $1.6M Toronto condo

Saadi Gaddafi's $1.6M Toronto condo: dictator's son owns penthouse near waterfront


 

 

No comments: