اعداد وتحرير / عبدو الليبي
هذه السفينه بُنيت في الأصل لصالح نظام الطاغيه القذافي وبما يتماشى مع رغبات ابنه المدلل "هانيبغل" الذي كان وراء تصميم وعقد صفقة شراء هذه السفينه السياحية الفاخره مستغلاً نفوذه بالشركة الوطنية العامة للنقل البحري والتي بدورها وبناءاً على اقتراحه (يعني اوامره كما صرح احد مسؤولي الشركه بعد الثوره)، تقدمت في عام 2010 بطلب لشركه STX (وهي الفرع الفرنسي لشركه كوريه دولية تعد اكبر شركه في أوروبا ورابع اكبر الشركات في العالم لبناء السفن السياحيه) لبناء هذه السفينه العملاقة خصيصاً لنظام القذافي بحجة استئناف مشروع سياحي بحري يضم أسطولاً من السفن السياحيه الفاخره بليبيا لغرض الاستثمار بمجال النقل البحري السياحي،...وهذا غير صحيح فالسبب الرئيسي هو ان هانيبغل اصيب عدة مرات بخيبة أمل وبالإحباط وضاق ذرعاً لعدم تلبية طلباته وتمكنه من حجز واستئجار السفن السياحية الفاخره من نفس الشركه في غضون مهلة قصيرة لإستضافة المئات من ضيوفه...فقرر شراء هذه السفينه لتتناسب مع نمط حياته الباذخ!
وقد تم التوقيع على هذا العقد بحضور أمين لجنة إدارة الشركة الوطنية العامة للنقل البحري الربان "علي مفتاح بالحاج" وابن المقبور هانيبغل...اي بمعنى انها كانت بطلب من وعلى حساب خزينة الدوله الليبيه التي دفعت جزءاً من الثمن (بالتقسيط على دفعات) من اجمالي التكاليف والتي تقدر بمبلغ 550€ مليون يورو اي ما يعادل 460£ مليون جنيه استرليني.
والجدير بالذكر ان أسرة الطاغيه القذافي كانت تسيطر منفردة على الموانئ وقطاع شركات النقل البحري في ليبيا بما فيها الشركه الوطنية العامة للنقل البحري المعروفة في السوق الملاحى العالمي باسم General National Maritime Transport Company or GNMTC وهي مملوكه للدوله الليبيه ومقرها طرابلس ولها فروع في مالطا وHong Kong بالصين.
وفي حقيقة الأمر وحتى حرب التحرير كانت هذه الشركه تحت سيطرة الوغد هانيبغل الذي لعب دوراً أساسياً في إدارتها بالرغم من تقلده منصب المستشار الأول للجنة إدارة الشركة ويملك فيها اسهم وحصص اساسيه... وقد استخدم نفوذه في الماضي على الشركة الوطنية العامة للشحن البحري من أجل التوسط لشراء سفن جديدة وحقق لنفسه عبر ذلك مكاسب شخصية تقدر بالملايين.
يبلغ طول هذه السفينه 333 متر وعرضها 38 متر وتصل الحمولة الاجمالية لهذه السفينة 139,400 طن ومكونه من 18 طابق وتسع لنحو 4300 من الضيوف وتعمل بطاقم مكون من 1,400 فرد، وتضم 1739 غرفة منها 732 غرفة مخصصة لطاقم السفينة وبها 4 حمامات للسباحة، ومزينه بأعمدة وأرضيات من الرخام والمرمر والمرايا المؤطرة بالذهب والتماثيل العملاقة وستائر ومفروشات مصنوعه بأنسجه مخمليه ناعمه وبها 26 من المصاعد الزجاجيه بشلالات ظاهريه، و21 حانه لشرب الخمور، وتشمل أيضاً 69 جناحا لنادي اليخوت به بار خاص، وحمام شمسي، واحواض للتدليك المائي وصالة مراقبة بجدران زجاجية لمتعة الضيوف.
وتحتوي السفينه كذلك حسب طلب هانيبغل على حوض ضخم يتسع لنحو 120 طناً من مياه البحر لإستيعاب 6 من ثلاث سلالات من أسماك القرش على ان يكونوا تحت اشراف 4 خبراء في علم الأحياء البحريه مقيمين بصفه دائمه في السفينه... كل هذا الترف من أجل توفير أساليب الراحة والمتعة والترفيه لضيوف السي هانيبغل... وقد اختار للسفينه اسم "فينيقيا" نسبة للحضارة الفينيقيه القديمة التي استقرت في ليبيا منذ قديم الزمان.
وكان من المقرر ان يتم تسليم هذه السفينه لطرابلس في ديسمبر من عام 2012 اي بعد سنتين من توقيع عقد الشراء لتكون أول سفينة سياحية من حيث الحجم والحداثة في الوطن العربي واوروبا، ولكن بسبب نشوب الثورة والإطاحة بالطاغيه القذافي وهروب المعتوه ابنه هانيبغل الى الجزائر، توقفت شركة النقل الليبيه عن الإستمرار في الدفع وسداد الأقساط المستحقة عليها لشركة STX التي كانت في المراحل النهائية لاستكمال بناء السفينه الليبيه في سان نازير غرب فرنسا ...ونتيجه لذلك قامت هذه الشركه التي تكلفت ببناء هذه السفينه بإلغاء الطلب وفسخ العقد الليبي في يونيو 2012 وعرضت السفينة للبيع... وبعد تسعة أشهر تم شراء السفينة من قبل ثري ايطالي يملك شركة MSC الإيطاليه-السويسريه للنقل البحري وهي من أكبر الشركات السياحية في العالم وتم تسميتها "بريزيوسا".
---------------
هكذا كان ابناء المقبور القذافي يبعثرون اموال الشعب الليبي على رفاهيتهم وطموحاتهم الباذخه...تخيلوا المليارات التي كانت ستخسرها الخزينه الليبيه على صيانة وتسيير خدمات هذه السفينه العملاقه لو لم تقم الثوره المجيده وبقى نظام الطاغيه واستلمها ابنه المدلل؟ هذه السفينه ليست للركاب العاديين بل لإستضافة الضيوف من الوفود والشخصيات الدولية وكذلك لإستضافة اصدقاءه الأثرياء واقامة الحفلات الباذخه...فهل كان ابن الدكتاتور سيئ السمعه الوغد هانيبغل سيضمن الـ 4300 ضيف على مدار السنه الا اذا كانوا مدعوين على حساب الدوله كما كان يفعل بقيه الشله من اخوته؟ أين الإستثمار في ذلك؟ وكيف سيدعم هذا الترف الإقتصاد الليبي الذي ساهم هو ووالده في تدميره...الحمد لله الذي خيب مسعاه.
ويبقى السؤال...هل تم تعويض ليبيا عن الأموال التي تم دفعها من اموال الشعب بناءاً على رغبات إبن القذافي؟! ...الأخبار تقول ان هذه السفينه الفاخره تم بيعها من قبل الشركه المصنعه بسبب توقف ليبيا عن الدفع ...اي بمعنى انه قد تم دفع جزء كبير من قيمة المبلغ ولم يكتمل بسبب الحرب؟ ...والحقيقه لم يشار لأي تعويض لليبيا من قبل هذه الشركه فهل تولت الجهات المختصه في الشركة الوطنيه للنقل البحري متابعة هذه الأموال التي صرفت مسبقاً على هذه السفينه والمطالبه باسترجاعها واخص بالذكر كل المسؤولين بهذه الشركه وبقطاع النقل البحري ومنهم الذين حضروا حفل توقيع عقد بناء هذه السفينه امثال رئيس مجلس إدارة الشركة الكابتن "علي مفتاح بالحاج" ...هل من اجابه مطمئنه؟
No comments:
Post a Comment